بدء الاستعدادات لإنشاء محطة بيوغاز من النفايات العضوية بجزيرة جربة بدعم أممي ودولي
تتجه تونس إلى تحقيق خطوة مهمة في مجال إدارة النفايات والطاقة النظيفة عبر إطلاق محطة لمعالجة النفايات العضوية وتحويلها إلى بيوغاز في جزيرة جربة التابعة لولاية مدنين. هذه المبادرة تأتي بدعم تقني ومالي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبشراكة مع كل من إيطاليا واليابان، ما يعكس بعداً دولياً ضمن جهود التنمية المستدامة بتونس.
المشروع يهدف إلى الاستفادة من النفايات العضوية من خلال معالجتها بشكل بيئي وتحويلها إلى غاز حيوي، ما سيساعد في الحد من التلوث وتحسين جودة الحياة البيئية بالجزيرة. وبحسب خطط المشروع، سيتم معالجة حوالي 6 آلاف طن من النفايات سنوياً باستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال. وستُمكن المحطة الجديدة من ضخ البيوغاز المنتج في الشبكة العامة للطاقة، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وقد أكد مسؤولون من ولاية مدنين ووزارة البيئة أنه تم عقد اجتماعات تقنية مكثفة لمناقشة الجدوى وخطط التنفيذ، بمشاركة كافة الأطراف المحلية والدولية المعنية. ويُرتقب أن يدخل المشروع حيز التنفيذ بداية من سنة 2026، ليشكل نموذجاً يحتذى به في بقية المناطق التونسية التي تعاني من مشكلات بيئية مشابهة.
يدعم المشروع كذلك مبادئ الاقتصاد الدائري عبر إعادة استخدام الموارد بدل التخلص منها، ويعزز التوجه الوطني نحو التكيف مع تغير المناخ وتحقيق التزامات تونس الدولية بخصوص التنمية المستدامة والطاقة البديلة.
وقد لاقى المشروع ترحيباً كبيراً من قبل المجتمع المحلي وخاصة الجمعيات البيئية التي ترى فيه فرصة لتحسين واقع النظافة العامة وتوفير فرص عمل جديدة. كما يُنتظر أن يكون له انعكاسات إيجابية ليس فقط على البيئة، بل أيضاً في تحسين جودة الخدمات السياحية التي تشتهر بها جربة على الصعيدين الوطني والدولي.
يشكل دعم الأمم المتحدة وشركاء تونس الدوليين في هذا المشروع دلالة قوية على أهمية تكاتف الجهود الدولية والمحلية لتحقيق تحولات بيئية واقتصادية واعدة في البلاد.