بدء التحضيرات لمفاوضات مباشرة بين السعودية وإسرائيل بوساطة أمريكية

أفادت مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية ودولة إسرائيل تستعدان للدخول في محادثات مباشرة تهدف إلى بحث سبل إقامة علاقات رسمية بين البلدين، ويأتي ذلك في سياق جهود وساطة مكثفة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضحت المصادر الأمريكية والعربية والإسرائيلية أن الفترة الأخيرة شهدت تواصلاً وتبادلاً للرسائل بين العواصم الثلاث، في ظل انحسار التوترات الإقليمية ورغبة الأطراف في البحث عن فرص جديدة للاستقرار.

وبحسب ما نقلته عدة وسائل إعلام، من بينها صحيفة “إسرائيل هيوم”، يشير المطلعون على الملف إلى أن المحادثات المستقبلية تهدف إلى وضع الأسس لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي بين الرياض وتل أبيب. وتشير التسريبات إلى أن واشنطن تلعب دوراً محورياً في تشجيع الجانبين على تقريب وجهات النظر وترسيخ الثقة بينهما.

ويأتي هذا التطور بعد أعوام من التكهنات حول وجود تواصل غير معلن بين الطرفين، حيث تعتبر السعودية واحدة من أبرز الدول العربية التي لم تعترف حتى الآن بإسرائيل رسمياً. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تزايد المؤشرات حول وجود تغيرات في السياسة الإقليمية، خصوصاً في ظل توقيع عدة دول عربية على اتفاقيات أبراهام التي مهدت الطريق لتقارب عربي إسرائيلي برعاية أمريكية.

من جانبه، أكد مسؤولون أمريكيون أن إدارة واشنطن تبذل مساع حثيثة لدفع عجلة الحوار المباشر، معتبرين أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل سيمثل تحولاً كبيراً في المشهد السياسي بالشرق الأوسط. وينظر إلى هذه المساعي باعتبارها جزءاً من جهود أكبر لتحقيق الاستقرار وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي في المنطقة.

ورغم انفتاح السعودية المشروط على فكرة التطبيع، فإن مصادر سياسية تؤكد أن المملكة لا تزال تشدد على ضرورة تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية كشرط أساسي لأي اتفاق رسمي مع إسرائيل. ومع ذلك، يرى مراقبون أن التقارب المحتمل بين البلدين قد يفتح الباب أمام إعادة رسم التحالفات الإقليمية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات عدة.

ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيداً من الحراك الدبلوماسي والمباحثات المكثفة، على أمل التوصل إلى تفاهمات تمهد لإعلان رسمي عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *