برلماني يدعو إلى تدخل عسكري هندسي لدراسة الكارثة البيئية في قابس
تصاعدت الأصوات المطالبة بإيجاد حلول جذرية للأزمة البيئية الخانقة التي تعيشها ولاية قابس جنوب شرق تونس، في ظل تزايد المخاوف من تداعيات التلوث الصناعي وتأثيراته على صحة السكان ونمط حياتهم. وفي هذا السياق، تقدّم عصام البحري الجابري، ممثل دائرة قابس-قابس الغربية في البرلمان، بنداء عاجل للسلطات العليا من أجل تدخل الهندسة العسكرية للقيام بدراسة ميدانية تقنية شاملة حول أوضاع المجمع الكيميائي بالمنطقة.
جاء هذا النداء خلال جلسة عامة للبرلمان انعقدت اليوم بمقر مجلس النواب بباردو، حيث شدّد النائب الجابري على ضرورة وجود لجنة فنية محايدة وذات خبرة عالية من فرق الهندسة العسكرية، لمعاينة حقيقة الوضع البيئي والاجتماعي ميدانياً ورفع تقرير مستقل عنه، مؤكداً أن التقارير السابقة التي قدمتها مختلف الإدارات والوزارات ليست كافية ولم تقدم صورة دقيقة أو حلولاً عملية.
وأشار النائب إلى أن كارثة التلوث في قابس باتت تمثل تهديداً ملموساً للبيئة وصحة المواطنين، منبهاً إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية وضغط المجتمع المدني نتيجة الشعور بالإهمال وغياب إجراءات عاجلة وفعالة من قبل الجهات الرسمية.
وأكد الجابري أن تدخل المؤسسة العسكرية في مجمع الشركتين الكيميائيتين بقابس يهدف قبل كل شيء إلى ضمان الشفافية وتوفير تقارير موضوعية يعتمد عليها لاتخاذ القرارات المصيرية بخصوص مستقبل التنمية في الجهة، داعياً البرلمان والحكومة إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية السكان والبيئة.
وتُعد قضية التلوث الصناعي في قابس من أعقد الأزمات البيئية والاجتماعية في تونس، حيث شهدت الجهة طيلة السنوات الأخيرة احتجاجات واعتصامات متكررة للمطالبة بإيقاف الانتهاكات البيئية ورفع الضرر عن الأهالي.
هذا، وينتظر سكان قابس والجمعيات البيئية تحركاً رسمياً يستجيب لحجم الأزمة، وسط أمل أن يشكل تدخل الهندسة العسكرية نقطة انطلاق فعلية لمسار الإصلاح والمعالجة الجذرية لمظاهر التلوث والإهمال البيئي في المنطقة.
