تأثير الإضراب الجسيم عن الطعام والشراب على صحة الإنسان: مراحل الخطر السريعة
يُعتبر الإضراب الجسيم عن الطعام والشراب (أي الامتناع الكامل عن الأكل والشرب) من أشد أنواع الإضرابات من حيث التأثير على صحة الإنسان وسرعة تطور المخاطر الصحية. إذ لا يمكن للجسم البشري البقاء على قيد الحياة بدون ماء لفترة تتجاوز عدة أيام، فيما يمكن أن يصمد أمام غياب الطعام وحده لفترة أطول بكثير.
مع بداية الامتناع عن الطعام والماء، يبدأ الجسم سريعاً بالدخول في مرحلة استنزاف حادة للسوائل الحيوية. في اليومين الأولين، تظهر أعراض جفاف واضحة تشمل جفاف الفم والجلد وتناقص كمية البول، بالإضافة إلى ارتفاع حرارة الجسم بشكل ملحوظ. وخلال ثلاثة إلى خمسة أيام فقط، قد يدخل المضرب مرحلة تهدد حياته، إذ تبدأ الأعضاء الحيوية مثل الكلى والقلب بالتأثر المباشر ويزداد خطر الفشل العضوي.
تُظهر التقارير الطبية والدراسات أن الامتناع التام عن الماء يؤدي إلى وفاة الشخص عادة خلال 3 إلى 7 أيام، إذ يعتبر الماء أساسياً للعمليات الفسيولوجية داخل الخلايا وتوازن الأملاح في الجسم. أما الإضراب عن الطعام مع الاستمرار في شرب الماء، فقد يمتد تأثيره إلى أسابيع أو حتى شهور قبل حدوث انهيار جسدي تام، تبدأ فيه مظاهر الوهن والضعف العام وفقدان القدرة على التركيز والإدراك وضعف العضلات وتفاقم مشكلات القلب والكلى.
تشير المصادر الصحية إلى أنه مع كل يوم يمر دون ماء، تتراكم مخلفات الأيض في الجسم ويصعب تخلص الكلى منها، مما يؤدي إلى اضطراب توازن العناصر الحيوية وتهديد الحياة بشكل سريع. بينما يبدأ الجسم في الأيام الأولى بتحويل مخزون الجلوكوز والدهون إلى طاقة، إلا أن غياب الماء يمنع فعالية هذه العمليات ويجعل التدهور الصحي أسرع وأكثر خطورة.
وفي الختام، يمثل الإضراب الجسيم عن الطعام والماء تحدياً قوياً لقدرة الجسم على البقاء، ويعرض الصحة للخطر الفوري، لذلك يُحذر الأطباء بشكل قاطع من اللجوء لمثل هذه الوسائل نظراً لعواقبها المدمرة والحتمية خلال فترة وجيزة من الزمن.
