تأثير الإضراب الكامل عن الطعام والشراب على صحة الإنسان: مخاطر وأعراض سريعة الظهور
يعد الإضراب عن الطعام والماء، المعروف أيضاً ب«الإضراب الكلي»، من أخطر أنواع الامتناع التي يقوم بها بعض الأشخاص كوسيلة احتجاجية أو لتحقيق مطالب معينة. ويتميز هذا النوع من الإضراب بسرعة تأثيره المدمر على أعضاء الجسم، مقارنة بالإضراب عن الطعام فقط دون التوقف عن شرب الماء.
وفقاً للدراسات الطبية، فإن الجسم البشري يستطيع التكيف مع الامتناع عن تناول الطعام لفترات قد تمتد لأسابيع، بل وحتى أشهر عند شرب الماء فقط، حيث يستخدم الجسم مخزون الدهون والبروتينات لإنتاج الطاقة. ومع ذلك، فإن غياب الماء يغير المعادلة بشكل جذري. فخلال أول يومين من الإضراب يحصل فقدان كبير للسوائل، ما يؤدي لجفاف حاد يصيب الفم والجلد، وتظهر علامات التعب والإرهاق الشديدين، إلى جانب قلة إفراز البول وارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة فقدان القدرة على ضبط التوازن الحراري.
ومع استمرار الامتناع عن الشراب، تتدهور وظائف القلب والأوعية الدموية بسبب انخفاض حجم الدم، ما قد يؤدي للدوار، انخفاض ضغط الدم، وأحياناً فقدان الوعي. كما تصبح الكلى معرضة للفشل نتيجة تراكم السموم الناتجة عن تحلل الخلايا وعدم القدرة على التخلص منها سوى عبر الماء. مع زيادة مدة الانقطاع، تظهر أعراض اضطراب في نظم القلب، وتشنجات العضلات، وقد يتطور الأمر للهلوسة وتوقف أعضاء أساسية عن العمل مع ضعف حاد يؤدي أحياناً للوفاة خلال أيام معدودة، خاصة لدى أصحاب الأمراض المزمنة أو الأجسام الضعيفة.
الأطباء وخبراء الصحة يُجمعون على أن الامتناع عن الماء ولو ليوم أو يومين يحمل خطرًا كبيرًا على الحياة، وأن الجسم البشري لا يستطيع الصمود دون الماء أكثر من أسبوع في أقصى الظروف. لذا، ينصح بشدة بعدم اللجوء لإضراب يشمل الامتناع عن الشراب، لما له من آثار سريعة ومدمرة لا يمكن عكسها في كثير من الحالات، ويُنبه دائماً المضربون عن الطعام إلى ضرورة تناول كميات كافية من السوائل للحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم وتقليل الضرر.
من هنا تتضح الطبيعة الخطيرة للإضراب الكلي عن الطعام والشراب، حيث تتداخل المضاعفات الصحية بسرعة وتؤدي لانهيار وظائف الجسم بشكل متسارع مقارنة بأي شكل آخر من الامتناع. وتبقى الوقاية والوعي أهم الوسائل للمحافظة على الصحة وتجنب العواقب الوخيمة لمثل هذه السلوكيات.
