تحذيرات رسمية من تلوث الأنهر والسواحل في نابل بسبب النفايات الصناعية
أطلق وزير البيئة التونسي، حبيب عبيد، ناقوس الخطر محذرًا من التهديدات البيئية المتفاقمة التي تواجه ولاية نابل مع تصاعد تلوث الأودية والسواحل بفعل تصريف ملايين الأمتار المكعبة من المياه الصناعية المستعملة دون معالجة كافية.
وأوضح عبيد خلال اجتماع عمل عُقد بمقر الولاية يوم الاثنين أن حجم المياه الصناعية الملوثة التي يتم التخلص منها في المجاري الطبيعية والبحر يناهز 1,2 مليون متر مكعب سنويًا، مما يشكل خطرًا واضحًا على التوازن البيئي وصحة السكان المحليين.
وبين الوزير أن التحريات كشفت عن أن السبب الرئيسي لهذا التلوث يرجع أساسًا إلى نشاط 13 مصنعا لتحويل الطماطم وقرابة 55 معصرة زيتون بالمنطقة، حيث تطرح هذه المؤسسات مخلفاتها السائلة مباشرة في الأودية والسباخ، متسببة في تدهور نوعية المياه وانتشار الروائح الكريهة وإلحاق أضرار بالثروة البيولوجية.
وأكد عبيد أن الوزارة رصدت هذه الظاهرة ووضعت جملة من الحلول من بينها تشديد الرقابة البيئية على المؤسسات الصناعية، مع إطلاق مساعي لتأهيل شبكات معالجة النفايات الصناعية بالتعاون مع القطاعين العام والخاص.
كما دعا الوزير جميع الجهات المعنية إلى ضرورة احترام التشريعات البيئية، واعتماد ممارسات الإنتاج النظيف، تماشيًا مع التزامات تونس في مجال حماية البيئة، مشددًا على أهمية تضافر الجهود من أجل الحد من التصريف العشوائي للنفايات الصناعية السائلة وحماية الموارد المائية والبحرية في الولاية.
وأبرز عبيد أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه يبقى تهديدًا حقيقيًا لمستقبل المنطقة ويتطلب تدخلاً عاجلاً وفوريًا لوضع استراتيجية فعالة تضمن بيئة سليمة للأجيال القادمة.