تحذيرات من مخاطر صحية خطيرة جراء استهلاك المياه العشوائية في تونس

في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في بعض الأحياء التونسية، تزايدت مؤخراً ظاهرة بيع وتوزيع المياه مجهولة المصدر على نطاق واسع، ما أثار قلق المختصين في الصحة العامة وخبراء المياه بشأن تداعيات هذه الظاهرة على صحة المواطنين، خصوصاً في المناطق الشعبية والمناطق الداخلية للبلاد.

وأكد متخصصون أن هذه المياه غالباً ما يتم الحصول عليها من محلات تحلية عشوائية أو من عيون مياه غير خاضعة للرقابة الصحية، وتُباع بأسعار زهيدة تجذب ذوي الدخل المحدود وأولئك الذين يعانون من نقص حاد في مياه الشرب النقية. وتخلو هذه المياه في معظم الأحيان من مراقبة نوعية دقيقة أو اختبارات ميكروبيولوجية دورية، ما يعرضها للتلوث بالبكتيريا والطفيليات الضارة.

وتحذر الجهات الصحية من أن الاستهلاك المستمر لهذه المياه يؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة، أبرزها أمراض الكبد والكلى، نتيجة وجود نسب غير متوازنة من الأملاح والمعادن الثقيلة، بالإضافة إلى احتمالية تلوثها بالجراثيم الخطيرة. كما أشارت دراسات حديثة إلى تصاعد مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي المزمنة والتهاب الكبد الفيروسي لدى الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على المياه المجهولة كبديل عن المياه الرسمية التي توفرها الجهات المختصة.

وقد دفع غياب الرقابة وتكرار الانقطاع في تزويد المياه الصالحة للشرب، العديد من العائلات إلى البحث عن بدائل غير مضمونة المصدر، معرضين حياتهم وحياة أطفالهم للخطر. ويؤكد الأطباء أن بعض حالات الفشل الكلوي وتدهور صحة الكبد المسجلة في الفترة الأخيرة قد يكون من أسبابها الرئيسية استهلاك مثل هذه المياه التي غالباً ما يشوبها التلوث الكيميائي والبيولوجي.

في هذا السياق تطالب منظمات المجتمع المدني والهيئات الصحية بضرورة التشدد في مراقبة مصادر المياه وتنظيم قطاع بيع المياه وتحليةها، مع وضع قوانين واضحة للحد من هذه الأنشطة العشوائية وتوعية المواطنين بمخاطر شراء المياه من مصادر غير رسمية، حفاظاً على الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *