تحذير صحي: موجة العطور المقلدة تنتشر في تونس وتهدد سلامة المستهلكين
تعيش الأسواق التونسية في السنوات الأخيرة على وقع ظاهرة تنامي تجارة العطور المقلدة، التي باتت تجد طريقها بسهولة إلى المستهلكين من جميع الأعمار، خاصة عبر بسطات الشوارع والمتاجر غير المرخصة وحتى عبر منصات الأنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي. ويلجأ الكثيرون إلى هذه المنتجات المجهولة بسبب أسعارها المنخفضة وتصميم عبواتها التي تشبه تلك الخاصة بالماركات العالمية، غير مدركين للمخاطر الحقيقية التي قد ترافق استعمالها.
ورغم جاذبية الأسعار وإغراءات الربح السريع لدى الباعة، إلا أن خبراء الصحة يدقون ناقوس الخطر بشأن التركيبة الكيميائية لهذه العطور، التي غالباً ما يتم تصنيعها في ورشات سرية باستخدام مواد رخيصة ومجهولة المصدر. وتشير التحقيقات الميدانية وتحاليل مخبرية إلى أن العطور المقلدة قد تحتوي على مركبات خطيرة، بعضها مهيج للحساسية الجلدية وبعضها يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تنفسية وظهور طفح أو تهيجات حادة في البشرة، بل وحتى مواد مُسرطنة في بعض الأحيان.
وفي غياب رقابة صارمة وضعف وعي المستهلك بمخاطر شراء المنتجات من مصادر غير موثوقة، تتوسع رقعة انتشار هذه العطور يوماً بعد يوم. كما أظهرت بيانات ودراسات من دول مغاربية أخرى أن الأضرار الناتجة عن تعاطي العطور المقلدة تشمل التهاب العيون، واحمرار الجلد، وظهور بقع دائمة، إلى جانب أثرها السلبي على الصحة العامة خاصة للنساء والأطفال.
ويحذر جمعيات حماية المستهلك من مغبة الانخداع بالمظهر الخارجي للعطور أو ثمنها الزهيد، مشددين على أهمية شراء العطور الأصلية فقط من الصيدليات والمحال المعتمدة ضماناً للسلامة الصحية. وينصح المتخصصون من يلمس أعراض حساسية أو تهيج بعد استخدام عطر مجهول بوجوب مراجعة الطبيب على الفور.
وفي خضم السعي للربح السريع، تبقى صحة المستهلك هي الرهان الأكبر، ما يستوجب تعزيز التوعية وتفعيل الرقابة لوقف زحف العطور المقلدة التي تهدد السلامة العامة في تونس.