تحسن ملحوظ في إنتاج الحبوب بتونس… الاكتفاء الذاتي يتطلب المزيد
شهد موسم الحبوب لعام 2025 في تونس انتعاشة ملحوظة بعد سنوات من الجفاف والإنتاج المتواضع، حيث أعلنت وزارة الفلاحة أن المحاصيل المنتظرة لهذا العام ستبلغ حوالي 19.8 مليون قنطار، مقارنة بما لا يتجاوز 11.5 مليون قنطار في الموسم السابق. هذه الزيادة الكبيرة تعكس تحسن الظروف المناخية خلال الأشهر الماضية وتوظيف جهود مضاعفة من الفلاحين والسلطات لتأمين موسم أفضل.
ورغم هذه القفزة في المحصول، لا تزال تونس بعيدة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في الحبوب. فحسب المعطيات الرسمية والتقديرات ذات الصلة، لا يغطي الإنتاج الحالي إلا قرابة 55% من احتياجات السوق المحلية السنوية، التي تقدر بما يقارب 36 مليون قنطار. هذا التحسن سيحد جزئياً من الاعتماد على التوريد الخارجي، إلا أن واردات القمح والشعير ستظل ضرورية لتلبية الطلب الداخلي.
وتتابع الجهات المختصة هذا التطور الإيجابي بتفاؤل، لكنها تدعو إلى استمرار العمل على معالجة التحديات التي تحول دون تحقيق الاكتفاء الذاتي، مثل تحديث وسائل الإنتاج، وتحسين طرق التخزين والنقل، والعمل على دعم البحث في البذور وتنوع الأصناف الزراعية.
ويضع الفلاحون وخبراء الاقتصاد الزراعي آمالاً كبيرة على المواسم المقبلة، خاصة إذا تواصلت نفس الجهود وتُوفر الدعم الملائم للاستثمار في القطاع. ويؤكد المتابعون أن هذه النتائج، رغم أهميتها، ينبغي أن تكون دافعاً للتخطيط بعيد المدى واستباق الأزمات المناخية التي قد تواجهها تونس في المستقبل.
وبذلك، يبقى ملف تحقيق الأمن الغذائي في البلاد مرهوناً بحلول هيكلية وبتطوير متكامل لسلسلة إنتاج وتوزيع الحبوب، لضمان استقرار تزويد السوق المحلية والحد من التقلبات الناتجة عن التغيرات المناخية والأسواق العالمية.