تحقيقات فرنسية تكشف تفاصيل جريمة النهر: تونسي شاب متهم بسلسلة جرائم قتل في ضواحي باريس
فتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً موسعاً في ضوء اكتشاف جثث ضحايا جدد في مياه نهر السين بمنطقة فال دو مارن بضواحي باريس، حيث كشفت مصادر إعلامية فرنسية الأحد 24 أوت 2025 عن تورط شاب تونسي، يعيش حالة تشرد ويبلغ العشرينيات من عمره، في أربع قضايا قتل، في حادثة أثارت الصدمة والجدل في الأوساط المحلية.
وأفادت صحيفة “لو باريزيان” نقلًا عن مصادر قضائية، أن السلطات عثرت يوم 13 أوت الجاري على أربع جثث تعود لضحايا من فئات اجتماعية هشة، حيث كانت الجثث ملقاة في النهر ضمن ضاحية شوازي لو رواي، وهو مكان غالبًا ما يرتاده المشردون. وقد سرّع هذا الاكتشاف من وتيرة التحقيقات التي يقودها قاضي تحقيق مختص، وانتهى بتوجيه تهمة القتل العمد للمشتبه به التونسي.
تفاصيل الجريمة:
تشير التحقيقات إلى أن المشتبه به ارتبط اسمه بسلسلة من الجرائم الغامضة التي وقعت في الأشهر الأخيرة في محيط النهر. وحسب ما أوردته الصحافة الفرنسية، فإن الشاب كان يعاني من أوضاع اجتماعية مضطربة وسبق أن تردد على مراكز إيواء في المنطقة قبل أن يصبح تحت أنظار الشرطة ومحل شبهة بعد ملاحظة تحركاته غير المعتادة في المواقع المستهدفة.
وقد أضاف المدعي العام الفرنسي في تصريحات لوسائل الإعلام أن الأدلة التي تم جمعها – من بينها التسجيلات المصورة والشهادات – تشير إلى وجود الشاب التونسي بالقرب من أماكن العثور على الجثث في التوقيتات نفسها التي اختفت فيها الضحايا. كما عُثر بحوزته على مقتنيات تعود لبعض الضحايا، ما عزز من الشكوك حول علاقته المباشرة بالقضية.
والجدير بالذكر أن هذا النوع من الجرائم يُعد نادرًا في الأحياء المحيطة بنهر السين، لكنه يعكس تصاعد ظاهرة العنف في أوساط المهمشين والمشردين تزامنًا مع تزايد التحديات الاجتماعية والاقتصادية في بعض مناطق فرنسا.
ردود الفعل:
أثارت الحادثة ردود فعل مستنكرة بين سكان المنطقة والجمعيات الحقوقية، وسط مطالبات بتعزيز إجراءات الحماية والرعاية الاجتماعية للفئات المهمشة. ودعت منظمات حقوقية السلطات إلى مراجعة سياساتها للحد من حوادث العنف وتحسين ظروف المهاجرين والمشردين، خاصة في ضواحي المدن الكبرى.
ويستمر التحقيق القضائي في جمع تفاصيل إضافية حول ملابسات القضايا الأربع ودوافع المشتبه به، على أمل الكشف عن حقائق جديدة تساعد في فهم خلفيات هذه الجرائم البشعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها مستقبلاً.