تحول جذري في التعليم الابتدائي: وزارة التربية تطلق موجة تطوير تربوي جديدة
أعلنت وزارة التربية التونسية عن إدخال إجراءات جديدة تهدف إلى تحديث تدريس مادة التربية التكنولوجية في المدارس الابتدائية، وهو ما مثّل نقلة نوعية في توجهات المنظومة التعليمية للمرحلة الأولى من التعليم. وجاءت هذه الخطوة في مذكرة رسمية وجهتها الإدارة العامة للمرحلة الابتدائية إلى المندوبين الجهويين وأعضاء سلك التفقد بالإضافة إلى مديري المدارس، واعتُبرت من أكثر التغييرات تأثيراً التي تدخلها الوزارة في السنوات الأخيرة.
تهدف هذه المبادرة إلى مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، عبر إكساب معلمي المرحلة الابتدائية مهارات حديثة وأدوات عملية تمكّنهم من مواجهة التحديات التربوية وحل المشكلات بطرق منهجية وعصرية. وتركز الإجراءات الجديدة على ضرورة إدماج المعلمين في ورشات تدريبية عملية، تُمكّنهم من تحديث أساليبهم التعليمية وتطوير كفاءاتهم التقنية بما يتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وأكدت الوزارة في الوثيقة أن هذا التوجه الجديد يهدف إلى تحفيز الإبداع والابتكار داخل الصفوف، وترك الأساليب التقليدية التي اعتمدت منذ عقود، مع التشجيع على تطبيق تقنيات حديثة وأدوات تكنولوجية متطورة في التعليم.
وبينت الوزارة أن هذا القرار يأتي استجابة لحاجة ملحة إلى تطوير طرق التدريس داخل المدارس، بحيث يصبح المعلم قادراً على نقل معارفه ومهاراته للجيل الجديد في بيئة تعليمية محفزة وداعمة للإبداع. كما أشارت إلى أن الورشات والتكوينات الميدانية ستشمل مختلف المناطق، حتى يتم تعميم الفائدة على جميع المعلمين، ما من شأنه أن ينعكس إيجابياً على المسار التعليمي للتلاميذ ومستقبلهم الأكاديمي.
ويُشار إلى أن هذه التحولات تأتي ضمن سياسة شاملة تتبعها وزارة التربية لدعم الابتكار التربوي وتحسين مناخ التعلم، في ظل تحديات متزايدة يفرضها العالم الرقمي وانفتاح التلاميذ على مصادر متنوعة للمعرفة. وتوجّه هذه الخطوات رسالة واضحة بأن التعليم في تونس يدخل مرحلة جديدة، ترسم فيها ملامح مستقبل أكثر إشراقاً يواكب العصر واحتياجاته.
