تحول دبلوماسي تاريخي: بريطانيا وكندا وفرنسا تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية رسمياً
في خطوة غير مسبوقة على الساحة الدبلوماسية، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا، يوم الأحد الموافق 21 سبتمبر 2025، الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، لتشكل هذه المبادرة نقطة تحول هامة في دعم الجهود الدولية لإقرار حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وجاء هذا الإعلان في بيانات رسمية منفصلة من قادة الدول الثلاث، حيث صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن “المملكة المتحدة تعترف رسمياً بدولة فلسطين”، مؤكداً أن هذه الخطوة تشكل تحولاً جذرياً في سياسة لندن الخارجية إزاء الصراع الممتد في الشرق الأوسط. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن حكومة بلاده قررت الاعتراف بفلسطين، مشددًا على التزام أوتاوا بالمساهمة في بناء مستقبل يعمه السلام المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين.
أما فرنسا، فقد أكدت عبر تصريحات لسفيرة باريس في تونس، أن هذا القرار يعكس واجباً أخلاقياً وإنسانياً، ويأتي استجابةً للحاجة السياسية لدفع عجلة التسوية في المنطقة بالتنسيق مع المجتمع الدولي وعدد من الشركاء الأوروبيين.
هذه الخطوة لقيت ترحيباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعربية، إذ اعتبرتها القيادة الفلسطينية نصراً دبلوماسياً يضع مزيداً من الضغط على إسرائيل للقبول بتطبيق حل الدولتين ووقف الإجراءات الأحادية التي تعيق إمكانيات السلام، خصوصاً في ظل استمرار الاستيطان والسياسات الأحادية الإسرائيلية.
وعلى الجانب الآخر، حذر مراقبون من أن هذه الخطوة قد تزيد من التوترات، إذ تعتبرها إسرائيل انتهاكاً لمبدأ المفاوضات المباشرة بين الجانبين، فيما دعت أطراف دولية إلى استغلال هذا الاعتراف لفتح آفاق أمام استئناف الحوار وتحقيق تسوية عادلة للصراع التاريخي.
ويجمع مراقبون على أن الاعتراف الجديد بدولة فلسطين سيساهم في تعزيز موقعها على الساحة الدولية وفي المحافل الأممية، كما يمكن أن يمنح دفعة قوية لمساعي الفلسطينيين لنيل حقوقهم الوطنية، لكنه في الوقت ذاته يلقي الكرة في ملعب الأطراف المعنية لتحقيق تقدم جاد في العملية السلمية.
بهذا الاعتراف، تسطر الدول الثلاث فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وتؤكد أن الحل العادل والدائم يعبر حتماً عبر الاعتراف بحقوق كل شعب في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة.