تدشين كابل الألياف البصرية “ميدوسا” في بنزرت: نقلة نوعية في البنية الرقمية الوطنية
شهدت ولاية بنزرت مؤخراً حدثًا تقنيًا بارزًا، حيث تم إنزال كابل الألياف البصرية البحري “ميدوسا” على سواحل شاطئ سيدي سالم. يُعتبر هذا الإنجاز مرحلة حاسمة جديدة في دعم مسار التحول الرقمي في تونس، وتجسيدًا لرؤية البلاد نحو تعزيز السيادة الرقمية وإرساء دعائم بنية تحتية حديثة ومتكاملة.
ووفق ما أكده الرئيس المدير العام لاتصالات تونس، الأسعد ذياب، فإن “ميدوسا” يمثل طفرة تكنولوجية مهمة على الساحة الوطنية، إذ ستضاعف هذه البنية السعة الدولية لتونس بمقدار ثماني مرات، مما يضمن سرعة وموثوقية غير مسبوقة في تبادل البيانات مع العالم. ولم يأتِ هذا التطور من فراغ؛ فمسيرة ربط تونس بالشبكات الدولية انطلقت منذ عام 1985 مع أول كابل بحري (SEA-ME-WE 1)، وتواصلت مع مشاريع أخرى ككابل “كالترا” سنة 1995 و”حنبعل” في 2009، وصولاً اليوم إلى “ميدوسا”، الذي يعكس الجيل الجديد من البنية الرقمية الوطنية.
يمتد كابل “ميدوسا” لمسافة إجمالية تقدر بـ8700 كيلومتر، ويمتاز بسرعة تدفق عالية تصل إلى 22 تيرابت في الثانية، ما يعزز موقع تونس كمركز إقليمي هام للاتصال الرقمي ويتيح للقطاع التكنولوجي الوطني فرصًا نمو متجددة في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المستقبلية. كما يعزز هذا المشروع أمن تبادل المعلومات والبيانات، ويدعم مكانة تونس كفاعل أساسي في خريطة السيادة الرقمية بالمتوسط.
وأقامت اتصالات تونس فعالية رسمية يوم 1 نوفمبر 2025 احتفاءً بوصول الكابل إلى بنزرت، بحضور العديد من ممثلي القطاع الرقمي والإعلامي، لتكرّس التزامها بدفع عجلة التطور والابتكار، وحرصها على مواكبة المتطلبات المتجددة للمجتمع الرقمي في تونس.
يمثل مشروع “ميدوسا” مثالاً للخطى الطموحة والإرادة الوطنية لبناء منظومة رقمية سيادية ومرنة، ترسخ مكانة تونس كمحور ربط واتصال دولي وتفتح الباب أمام عصر جديد من التقدم التكنولوجي والاقتصادي.
