تراجع المساعدات العسكرية الأمريكية لتونس في ظل المتغيرات السياسية: قراءة في اللقاء الأخير بين سعيد ومستشار ترامب
شهدت العلاقات التونسية الأمريكية في السنوات الأخيرة الكثير من التغيرات، خاصة في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية التي كانت تمثل دعمًا مهمًا لتونس في مواجهة تحدياتها الإقليمية والأمنية. إلا أن عام 2025 حمل معه مؤشرات واضحة على تراجع حصة تونس من هذه المساعدات.
ففي الوقت الذي حصلت فيه تونس خلال فترات سابقة على مساعدات عسكرية أمريكية تقدر بمئات الملايين من الدولارات، أظهرت البيانات الأخيرة تقليصًا مهمًا لهذه الحصص ضمن حزمة مساعدات إجمالية تبلغ قرابة 600 مليون دولار تشمل أيضًا دولًا أخرى مثل المغرب والأردن والعراق ولبنان.
هذا التقليص جاء في ظل تطورات سياسية بارزة، كان أبرزها اللقاء الذي جمع الرئيس التونسي قيس سعيد مع أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قصر قرطاج، حيث ناقشا واقع العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين. وقد جاء هذا الاجتماع في وقت تحاول فيه تونس استكشاف سبل جديدة لإعادة تنشيط الدعم الأمريكي، لا سيما في الجانب الأمني والعسكري.
وقد أثار هذا اللقاء تساؤلات حول إمكانية عودة زخم المساعدات الأمريكية إلى تونس، خصوصًا أن تصريحات قيس سعيد أكدت على أهمية الشراكة مع واشنطن ودعمها المتواصل في مواجهة التحديات. من جهة أخرى، أوضحت مصادر دبلوماسية أن إعادة جدولة أو رفع مستوى المساعدات الأمريكية لتونس يتعلق بشكل رئيسي بمسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تتبناها الحكومة التونسية.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في تونس وتربط دعمها بمحددات تتعلق بالشفافية والإصلاحات الديمقراطية. ويشير هؤلاء إلى أن استعادة زخم المساعدات ليس بالأمر المستحيل، لكنه مشروط بخطوات عملية على أرض الواقع من الجانب التونسي.
بالنظر إلى التركيبة الحالية لحزمة المساعدات الأمريكية للمنطقة، يبدو أن تونس مطالبة بمضاعفة جهودها الدبلوماسية وتعزيز علاقاتها مع واشنطن من أجل نيل دعم أكبر في المستقبل. وبينما تظل المساعدات العسكرية إحدى الأدوات الأساسية لدعم الاستقرار في البلاد، يبقى مسار العلاقات مرتبطًا بتحقيق إصلاحات جوهرية تلبي تطلعات الشعب التونسي والمجتمع الدولي على حد سواء.