تراجع اهتمام الجالية التونسية في الخارج بشراء العقارات: أزمة جديدة في الأسواق السياحية
شهد سوق العقارات في تونس خلال صيف 2025 تطورات لافتة تمثلت في انخفاض واضح لعمليات شراء العقارات من قبل التونسيين المقيمين في الخارج، حيث بلغت نسبة التراجع وفق تصريحات نائب رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين جلال المزيو حوالي 50% خلال شهري جويلية وأوت مقارنة بنفس الفترة من السنوات الماضية.
هذا الانخفاض كان ملحوظًا بشكل خاص في المناطق السياحية، مثل ولاية سوسة، التي اعتادت سنوياً على استقبال استثمارات من الجالية التونسية بالخارج الراغبة في امتلاك منازل في الوطن الأم خلال فترة عودتها الصيفية. وقد أكدت منصات عقارية على غرار “مبوب” أن حوالي 62% من التونسيين المقيمين في الخارج يهتمون أساساً بشراء العقارات خلال عودتهم الموسمية إلى تونس، غير أن الظروف الراهنة أثرت على هذا الاهتمام.
يعود هذا التراجع الحاد، وفق المهنيين، إلى عدة أسباب من بينها التوترات الاقتصادية التي يعرفها السوق العقاري وارتفاع الأسعار بالإضافة إلى إجراءات تنظيمية جديدة، على غرار المقترحات المتعلقة بالترفيع في الأداءات أو الضرائب المفروضة على هذا القطاع ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2025. هذه الإجراءات أثارت مخاوف من مزيد تضرر قطاع البعث العقاري الذي يعاني أساساً من ارتفاع تكاليف البناء والمواد الأولية وتراجع قدرة المواطنين على الاقتناء.
وفي هذا الصدد، حذر جلال المزيو من تداعيات السياسات الضريبية الجديدة، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى تقليص نشاط شركات البناء وإغلاق بعضها في ظل غياب حلول عاجلة لتحفيز الطلب وتحسين مناخ الاستثمار العقاري، خاصة في الولايات التي تعتمد على تحويلات الجالية.
وتبقى تساؤلات مطروحة حول مستقبل سوق العقارات في تونس بين متطلبات المواطن الباحث عن مسكن ملائم، والباعث العقاري الذي يصارع من أجل البقاء في ظل هذه الظروف، بينما ينتظر الجميع تحرك السلطات لإعادة الثقة إلى هذا القطاع الحيوي.
المصادر:
– تصريحات جلال المزيو لموزاييك
– تقارير إخبارية من Independent Arabia وAfrican Manager
– منصة “مبوب” للعقارات