تراجع مكانة تونس في سوق الفوسفات العالمي: تشخيص جديد لحسام سعد
في تحليل اقتصادي حديث، تناول حسام سعد، الخبير في السياسات الاقتصادية والمستشار الجبائي، واقع قطاع الفوسفات في تونس، مسلطًا الضوء على التراجع الحاد الذي يشهده القطاع في السنوات الأخيرة. اعتبر سعد أن تونس، التي كانت فيما مضى إحدى ركائز إنتاج وتصدير الفوسفات ومشتقاته عالميًا، فقدت مكانتها لصالح دول أخرى، وباتت خارج المنافسة في السوق الدولية.
وبحسب تدوينته التي أثارت اهتمام الأوساط الاقتصادية والأكاديمية، أرجع سعد الأسباب إلى عوامل هيكلية متراكمة؛ منها تعطل الإنتاج المتكرر بسبب الإضرابات الاجتماعية في الحوض المنجمي، بالإضافة إلى غياب استراتيجية واضحة للإصلاح وإعادة التأهيل وتطوير البنية التحتية الصناعية المرتبطة بالقطاع. هذه العوامل، بحسب مداخلاته وتحليلاته الدولية، أفضت إلى فقدان تونس حصتها التقليدية من السوق، كما أدت إلى تراجع مداخيل الدولة وفقدان العديد من مواطن الشغل.
وأضاف سعد أن المنافسة الدولية ارتفعت على نحو غير مسبوق، مع تطور الإنتاج في بلدان مثل المغرب، الذي أصبح اليوم يتصدر صادرات الفوسفات عالميًا. بالمقابل، بقي إنتاج تونس يتسم بعدم الانتظام وضعف الكفاءة التشغيلية، ما حال دون قدرتها على مجاراة التحولات الديناميكية في القطاع.
وأشار إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة التطورات الأخيرة فقط، بل هي نتيجة أزمة مزمنة منذ سنوات، تتطلب إصلاحات جذرية تشمل تحسين مناخ الاستثمار، تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحفيز البحث العلمي والتجديد التكنولوجي، بالإضافة إلى تفعيل الرقابة والشفافية في المؤسسات المعنية.
واختتم سعد بتحذير واضح: استمرار الوضع الراهن يهدد بتفاقم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، مطالبًا صانعي القرار بضرورة تبني خطة إنقاذ شاملة تعيد للفسفاط التونسي موقعه الطبيعي في السوق العالمية، وتعيد الأمل لمناطق الانتاج المتضررة منذ عقود.
