تراجع ملحوظ في عدد التونسيين بمراكز الحجز الإيطالية: الأسباب والمعطيات الجديدة
شهدت مراكز الاحتجاز والترحيل في إيطاليا انخفاضًا غير مسبوق في أعداد المهاجرين التونسيين المحتجزين بها خلال الأشهر الأخيرة من عام 2025. ووفقًا لتصريحات النائب التونسي السابق مجدي الكرباعي ومعطيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية، لم يتجاوز عدد التونسيين المحتجزين 90 شخصًا، في حين كانت الأعداد في الأعوام السابقة تصل إلى حوالي ألف محتجز.
وتوضح الإحصائيات أن عدد المهاجرين التونسيين غير النظاميين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف شهر يوليو بلغ 648 مهاجرًا فقط، مقابل 3462 مهاجرًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مسجلين بذلك تراجعًا كبيرًا وغير مسبوق.
ويعود هذا الانخفاض إلى عدة أسباب أساسية، حيث أشار مراقبون إلى دور السياسات الأوروبية الجديدة المتشددة إزاء الهجرة غير النظامية، والتعاون المتزايد بين السلطات الإيطالية ونظيرتها التونسية في مراقبة السواحل وتعزيز عمليات الإرجاع. كما لعب ارتفاع درجة الوعي لدى الشباب التونسيين حول مخاطر الهجرة غير الشرعية، والبحث عن فرص حياة أفضل عبر المسارات القانونية، دورًا في تقليل أعداد القادمين.
ويؤكد خبراء ومسؤولون أن تحول أوروبا وإيطاليا تحديدًا من “حلم” بالنسبة للبعض إلى وجهة صعبة محفوفة بالعقبات، أسهم في إعادة التفكير لدى شرائح واسعة من المواطنين التونسيين تجاه الهجرة. كما يأتي ذلك في وقت تعزز فيه الحكومات الأوروبية إجراءات التفتيش والمراقبة وتفرض شروطًا صارمة على طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين.
ورغم التراجع الملحوظ في الأرقام، لا تزال قضايا الهجرة غير النظامية تفرض نفسها على أجندة العلاقات بين تونس وإيطاليا، وسط دعوات لمزيد من التعاون، وضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب إلى محاولة الهجرة رغم المصاعب والمخاطر، من أجل بناء مستقبل يكون أكثر أملًا واستقرارًا في بلدانهم الأصلية.
مصادر:
– وزارة الداخلية الإيطالية، تصريحات مجدي الكرباعي، تقارير الصحافة العربية لعام 2025.