تزايد خطير في حالات الكوليرا عالميًا بسبب أزمات إنسانية ومناخية

شهد العالم خلال عام 2024 وحتى منتصف شهر أغسطس ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بالكوليرا، حيث أفادت بيانات منظمة الصحة العالمية بتسجيل أكثر من 409 آلاف حالة إصابة ونحو 4738 وفاة بسبب هذا المرض في 31 دولة على الأقل. ويعكس هذا الارتفاع واقعًا مقلقًا دفع المنظمة إلى إعلان حالة التأهب ودعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة للحد من انتشار الوباء.

وبحسب الخبراء، ساهمت عدة عوامل رئيسية في تفشي الكوليرا بهذا الشكل، تشمل النزاعات المسلحة التي أدت إلى انهيار البنى التحتية الصحية في بعض الدول مثل السودان ولبنان واليمن، بالإضافة إلى الفقر المنتشر في المجتمعات الريفية وعدم توفر مياه شرب نقية. كما لعب التغير المناخي دورًا في زيادة الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف، ما أدى إلى تلوث مصادر المياه وانتشار الأمراض المنقولة عبر المياه.

وتعاني المناطق التي تشهد نزوحًا سكانيًا جماعيًا من أزمات صحية متكررة بسبب نقص الخدمات الأساسية، وهو ما أدى إلى تفاقم خطر تفشي الكوليرا. وتعتبر أفريقيا والشرق الأوسط من المناطق الأكثر تضررًا في الوقت الراهن، حيث تسجل بعض الدول نسب إصابة ووفيات مرتفعة مقارنة ببقية دول العالم.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأرقام المسجلة قد لا تعكس الحجم الحقيقي للوباء، لاسيما في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، حيث تفتقر السلطات إلى الإمكانيات اللازمة للرصد والإبلاغ. وناشدت المنظمة الحكومات والمنظمات الإغاثية الدولية تعزيز جهود الوقاية من خلال دعم شبكات المياه النظيفة وتحسين منظومة الصرف الصحي، وتوفير اللقاحات والعلاج في المناطق المتضررة.

وأكدت المنظمة أن التحرك الفوري وتوحيد الجهود الدولية ضروريان لمنع استمرار انتشار الكوليرا وحماية الأرواح، خاصة في المجتمعات الأكثر عُرضة للأخطار الصحية نتيجة النزاعات والفقر والتغيرات البيئية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *