تساؤلات حول مستقبل أسطول الخطوط التونسية وسط تحديات مالية متزايدة

تلاحظ مؤخراً توقف عدد من طائرات الخطوط الجوية التونسية لفترات طويلة قرب حظيرة الصيانة التابعة للشركة، وهو مشهد بات يثير الكثير من الاستفسارات حول مصير هذه الطائرات، وإدارة الشركة لأصولها، ومستقبل المؤسسة ككل في ظل الظروف الراهنة.

تشير تقارير رسمية إلى أن أسطول الشركة حالياً يتكون من نحو عشر طائرات في الخدمة، في حين توجد أربع طائرات أخرى قيد الصيانة أو الإصلاح، بالإضافة إلى عدد آخر من الطائرات التي لم يتضح بعد مصيرها النهائي عقب خروج بعضها من الخدمة. من بين هذه الطائرات نجد طرازات شهيرة مثل Boeing 737 وAirbus A320، إلى جانب طائرة الرئاسة BBJ التي لا تزال قيد الانتظار بلا قرار واضح بشأن مستقبلها.

تواجه الخطوط التونسية صعوبات مالية وإدارية كبيرة، إذ أشارت تحليلات اقتصادية إلى وجود مشاكل هيكلية تتعلق بارتفاع عدد الموظفين ومصاريف الصيانة والتشغيل مقارنة مع حجم الأسطول الحالي وتقادم بعض الطائرات. كل ذلك أدى إلى تراجع أداء الشركة وخسائر مالية متراكمة ألقت بظلالها على الخدمات المقدمة ومستوى التوظيف داخل الشركة.

وأكد وزير النقل مؤخراً أن الخطوط التونسية بصدد العمل على خطة إصلاح شاملة تهدف إلى تعزيز النجاعة التشغيلية للشركة، مع توقعات بأن يرتفع عدد الطائرات العاملة إلى 21 بحلول نهاية سنة 2026. تأتي هذه التصريحات لتطمئن الرأي العام حول مستقبل الناقلة الوطنية، إلا أن تنفيذ هذه الإصلاحات يبقى مرتبطاً بقدرة الشركة على توفير الموارد وتجاوز صعوبات التمويل وتأهيل أسطولها الجوي.

من جهة أخرى، يبقى سؤال شائك مطروح: متى ستتجاوز الخطوط التونسية أزمتها وتعود إلى سابق إشعاعها في المنطقة؟ فبين تحديات الهيكلة ودعوات التطوير، تحتاج المؤسسة إلى قرارات جريئة حتى تضمن استمراريتها في منافسة شركات الطيران الإقليمية والدولية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *