تصاعد الخلاف بين الإمام حسن الشلغومي والنائبة ريما حسن حول تصريحات مثيرة للجدل في فرنسا
شهدت الساحة السياسية والإعلامية الفرنسية في الأسابيع الأخيرة مواجهة قضائية وإعلامية حادة بين الإمام الفرنسي من أصل تونسي حسن الشلغومي والنائبة الأوروبية عن حزب فرنسا الأبية رِما حسن ذات الأصول الفلسطينية. وتعود جذور الخلاف إلى تفاعل النائبة رِما حسن على منصة التواصل الاجتماعي X، إذ نشرت تغريدة أرفقتها بإيموجي ساعة تحت اسم الإمام الشلغومي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً واعتبرته أوساط مؤيدة للإمام تهديداً موجهاً له.
هذا التفاعل لم يمر دون تبعات، حيث قرر الإمام حسن الشلغومي التصعيد عبر اللجوء إلى محامٍ معروف بمواقف مؤيدة لإسرائيل، بغية ملاحقة النائبة حسن قضائياً. الخطوة عدّها مراقبون استمراراً لمسلسل التوترات التي يشهدها المشهد الفرنسي، خاصة ما يتعلق بمواضيع الهوية والتعايش الديني والسياسي، في ظل التفاعلات المستمرة مع قضايا الشرق الأوسط وانعكاساتها في الداخل الأوروبي.
وفي مقابلة إذاعية حديثة، وصف الشلغومي النائبة ريما حسن بأنها تدعم جهات مقاومة، متهماً إياها بتجاوز حدود المواقف السياسية وتحريض بعض الجاليات. كما دعا بشكل واضح إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحقها، بل وذهب حد المطالبة بإسقاط الجنسية عنها، وهو ما أحدث انقساماً في الرأي العام الفرنسي بين من يعتبر ذلك دفاعاً عن قيم الجمهورية ومن يرى فيه استهدافاً سياسياً مبالغاً فيه.
من جانبها، لم تصدر النائبة حسن رداً رسمياً موسعاً حتى الآن، مكتفية بالتأكيد على التزامها بحرية التعبير ومواقف حزبها المناهضة للعنصرية والداعمة لحرية الشعوب. وتفاعل متابعو مواقع التواصل الاجتماعي بقوة مع هذه القضية، حيث عبر أنصار الطرفين عن مواقف متباينة، بينما دعا ناشطون للتهدئة واحترام أسس الحوار الديمقراطي.
تعكس هذه الحادثة أبعاداً أعمق تتجاوز الشخصيتين المعنيتين، فهي تسلط الضوء من جديد على التحديات التي تواجهها فرنسا في ما يتعلق بالتعددية والهويات المتداخلة، لتبقى القضية مفتوحة على مزيد من التصعيد أو ربما التهدئة، بحسب تطورات الأيام القادمة وتفاعل الأطراف السياسية والقانونية معها.