تصاعد القلق حول وفيات غامضة بين التونسيين في الخارج وتحركات دبلوماسية مرتقبة في إيطاليا
تعيش الجالية التونسية في أوروبا حالة من القلق المتزايد بعد الأحداث الأخيرة المأساوية التي أثرت عليها، والتي كان آخرها مقتل الشاب عبد القادر الذيبي في مدينة مرسيليا الفرنسية برصاص الشرطة المحلية. وقد دفع هذا الحادث المؤلم السلطات التونسية إلى التحرك دبلوماسيًا بسرعة والتواصل المباشر مع نظيراتها الفرنسية، مطالبةً بتوضيحات وإجابات حول ملابسات وفاته.
ورغم أن السلطات التونسية سارعت إلى إرسال احتجاج رسمي إلى باريس، إلا أن تساؤلات عدة باتت تطرح نفسها بشأن مدى استعداد الدبلوماسية التونسية لتوسيع دائرة تحركاتها نحو دول أخرى يعيش فيها تونسيون، وتحديدًا إيطاليا، في ظل استمرار الأنباء عن وقوع وفيات في ظروف غامضة بين أفراد الجالية هناك.
تشير مصادر حقوقية إلى وقوع تسع حالات وفاة أخيرة لتونسيين مقيمين في إيطاليا دون تفسير واضح، وهو ما أثار غضبًا لدى الأهالي ودفع جمعيات الجالية إلى مطالبة السلطات التونسية بالتحرك لكشف الحقيقة وتوفير الحماية القانونية لكل المواطنين في الخارج. وتتصاعد الضغوط حاليًا على السفارة التونسية في روما لاتخاذ خطوات مشابهة للتحركات التي شهدتها العاصمة الفرنسية، من خلال طلب التحقيق في هذه الحالات وتوضيح أسبابها، مع تقديم الدعم القانوني لعائلات الضحايا.
ويؤكد متابعون للشأن التونسي أن هذه الحوادث تضع الدبلوماسية التونسية أمام اختبار حقيقي في تحمل مسؤوليتها تجاه رعاياها، وطالبوا بمزيد من التواصل مع سلطات الدول الأوروبية المعنية والعمل المشترك من أجل ضمان حقوق الجاليات التونسية وسلامتها. في المقابل، تنتظر العائلات التونسية والأوساط الحقوقية نتائج التحقيقات الرسمية وتوضيحات السلطات الإيطالية بشأن الوفيات الأخيرة.
وتبقى القضية مرشحة للمزيد من التصعيد، ما لم يحصل تقدم ملموس في ملف الجالية، خاصة مع ارتفاع الأصوات التي تدعو إلى مراجعة سياسات الحماية والرعاية القنصلية لكل التونسيين المقيمين في أوروبا.