تصاعد المخاطر مع تزايد الهجمات بالطائرات المسيرة على سفن “الصمود” في المتوسط

منذ مساء أمس، سجلت مياه البحر الأبيض المتوسط نشاطًا مكثفًا للطائرات المسيّرة في محيط أسطول “الصمود”، في حدث ينذر بتصعيد ميداني غير مسبوق ضد السفن المدنية المشاركة في مهمته. وأفادت مصادر ميدانية من الأسطول أن ما لا يقل عن اثنتي عشرة طائرة بدون طيار كانت تحلق على مستويات منخفضة قرب السفينة “ألما” وعدد آخر من سفن الأسطول، ما عزز المخاوف من احتمال تعرضها لهجوم مباشر خلال الساعات القليلة المقبلة.

وذكر وائل نوار، أحد كوادر الأسطول، أن هذه الليلة شهدت ذروة في تحليق الطائرات المسيّرة التي اقتربت بشكل غير اعتيادي من إحدى السفن الرئيسية. وقال: “رصدنا تحركات غير معتادة ودوريات جوية مكثفة من المسيّرات، بعضها ظل في الأجواء لفترات طويلة، ما يثير القلق لدينا حول نوايا الجهات التي تسيّرها”.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات حتى الآن، كما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار مادية بين أفراد الطاقم أو في السفن نفسها. إلا أن تكرار الحوادث في الفترة الأخيرة يشير إلى تصعيد واضح يستهدف إعاقة مهمة “الصمود” التي تهدف إلى كسر الحصار وتقديم مساعدات إنسانية.

وفي سياق متصل، أشارت تقارير إعلامية إلى أن أسطول “الصمود” سبق أن تعرض لهجمات مماثلة من مسيّرات مجهولة المصدر خلال هذا الشهر، بينما لم تعلن أي دولة أو طرف نتائج التحقيقات حول الجهة المسؤولة. ورغم المخاطر المتزايدة، يواصل أعضاء الأسطول استعدادهم للتعامل مع أي تطور، وسط دعوات دولية للتهدئة وتجنب استهداف السفن الإنسانية.

الجدير بالذكر أن أسطول “الصمود” يضم عددًا من السفن المدنية التي ترفع أعلام دول متعددة، وتشارك في مبادرة تهدف لنقل الإمدادات والإغاثة عبر البحر. يعكس التصعيد الحالي حجم التحديات الأمنية التي تواجه العمل الإنساني في مناطق النزاع، ويعيد التأكيد على الحاجة لتحرك دولي فاعل من أجل حماية السفن وفرق الإغاثة من التهديدات المتزايدة في المنطقة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *