تصريحات أحمد السعيداني حول التراجع عن الاستقالة من البرلمان: أسباب وطنية ودينية
أثار النائب أحمد السعيداني ضجة كبيرة بعد أن أعلن عبر صفحته الرسمية عن تفكيره الجدي في تقديم استقالته من مجلس نواب الشعب، إلا أنه عدل عن هذا القرار لأسباب اعتبرها جوهرية على المستويين الوطني والديني.
وأشار السعيداني في تدوينته إلى أنه مرّ بفترة من التأمل العميق حول جدوى بقائه في المؤسسة التشريعية، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها تونس، لكنه وجد نفسه أمام سببين قويين يمنعانه من اتخاذ هذه الخطوة. السبب الأول هو المسؤولية الوطنية تجاه الوضع الراهن الذي اعتبره بمثابة “حرب وطنية” تتطلب من الجميع تحمّل مسؤولياتهم والبقاء في مواقعهم، معتبراً أن الاستقالة في هذا التوقيت ستكون بمثابة “الفرار من ساحة المعركة” وترك الوطن في أوقات حرجة.
أما السبب الثاني، فقد ربطه السعيداني بمبادئه الدينية، حيث أكد أن إيمانه يلزمه بالصبر على الشدائد وأداء الأمانة التي أُسندت إليه، مضيفاً أن المسؤولية الملقاة على عاتقه تتطلب منه الثبات والعمل من أجل المصلحة العامة.
وقد تباينت ردود أفعال المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه التصريحات؛ إذ عبّر البعض عن احترامهم لموقف السعيداني واستشعارهم لجدية حديثه عن الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، بينما رأى آخرون أن الحديث عن الاستقالة في هذا الظرف قد يزيد من حدة التوتر السياسي.
يجدر الذكر أن هذا الجدل يعكس مدى تفاعل الرأي العام مع تحركات النواب وأهمية وجود خطاب مسؤول في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب مقاربات جديدة للخروج من الأزمات السياسية والاجتماعية التي تمر بها تونس.
