تصريحات أمريكية: تقدم ملحوظ في التفاهمات بين المغرب والجزائر بعد دعم خطة الحكم الذاتي
أدلى مسعد بولس، كبير مستشاري الإدارة الأمريكية، بتصريحات حديثة لقناة “العربية” أكد فيها حدوث تطور في مسار العلاقات بين المغرب والجزائر، مشيرًا إلى أن هناك تقدماً في الوصول إلى نقاط تفاهم مشتركة عقب التطورات الأخيرة في ملف الصحراء.
وتأتي هذه التصريحات عقب تصويت مجلس الأمن على قرار يدعم خطة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب بشأن إقليم الصحراء تحت السيادة المغربية. واعتبر بولس أن المجلس الأممي اتجه نحو دعم رؤية تدعو للحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المستمر منذ سنوات، مثمّنًا جهود المملكة المغربية في تقديم مقترحات واضحة للسلام بالمنطقة.
ونفى المستشار الأمريكي وجود أية مفاوضات سرية في الوقت الراهن بين واشنطن والطرفين المعنيين، لكنه شدّد في المقابل على وجود تواصل دائم مع المغرب والجزائر بهدف دعم أجواء الحوار وتشجيع مزيد من التقارب حول القضايا العالقة. وصرّح قائلاً: “نلاحظ أن هناك قواسم مشتركة لم تكن متوفرة بنفس القدر سابقاً، ونأمل أن تشكّل أساساً إيجابياً لأي مفاوضات مستقبلية”.
وقال بولس أن الولايات المتحدة تراقب باهتمام تطور العلاقات بين البلدين الجارين وتؤيد أي خطوات نحو تعزيز الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، مؤكدًا أن الحلول الواقعية وحدها هي التي تضمن إنهاء هذه الأزمة التاريخية بشكل عادل ومتوازن.
وفي هذا السياق، شددت التصريحات الأمريكية على أهمية استمرار آليات التواصل الدبلوماسي والحوار المباشر، مشيرة إلى أن مناخ التقارب الأخير بناء ويهيئ الظروف لبدء مرحلة جديدة ربما تحمل فرصاً حقيقية لجمع الأطراف حول طاولة المباحثات، بتشجيع وإشراف المجتمع الدولي.
الجدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن الأخير تضمن دعوة لجميع الأطراف للانخراط بشكل فعّال في حوار جاد ومثمر على أساس خطة الحكم الذاتي التي سبق أن قدمتها الرباط عام 2007، مع مراعاة مبدأ تقرير المصير كما ورد في نص القرار.
وتتواصل التحركات الدبلوماسية بدعم أمريكي ودولي بحثًا عن تسوية نهائية لنزاع الصحراء الغربية، وسط ترقب من المراقبين حول ما إذا كان التقارب الحالي بين المغرب والجزائر سيفضي إلى اختراق حقيقي في هذا الملف الإقليمي المعقد.
