تصريحات عمرو موسى حول جمال عبد الناصر تثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية

أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عاصفة من الجدل على الساحة السياسية والإعلامية في مصر والعالم العربي. جاء ذلك خلال مقابلة متلفزة أذيعت على شاشة MBC يوم الجمعة، حيث تناول موسى فيها مسيرة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بالتحليل والنقد.

في تصريحاته الجريئة، وصف عمرو موسى عبد الناصر بأنه كان يتسم بالحكم الفردي الصارم، قائلاً إنه “ديكتاتور ارتكب العديد من الأخطاء الفادحة خلال فترة حكمه”. وأكد موسى أنه رغم ما قام به الرئيس الراحل من محاولات لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام حجم القرارات السياسية الخاطئة التي اُتخذت في عهده، والتي كان لها تأثير بالغ على مستقبل مصر والمنطقة.

أشار موسى إلى أنه لم يكن يحمل ضغينة شخصية تجاه عبد الناصر، لكنه أصبح غاضبًا منه بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967، المعروفة بالنكسة، معتبرًا أن هذه الهزيمة كانت نتيجة مباشرة لسلسلة من السياسات والإجراءات غير المدروسة التي اتبعها عبد الناصر في إدارة شؤون الدولة والصراعات الإقليمية.

تسببت هذه التصريحات في حالة من الانقسام بين النخب السياسية والمجتمع المصري، حيث اعتبرها البعض انتقادًا ضروريًّا لإعادة تقييم التجربة الناصرية بمختلف أبعادها، فيما رآها آخرون انتقاصًا من رمز وطني له إنجازاته في التاريخ العربي الحديث. وفي سياق ردود الأفعال، تصدر وسم “#جمال_عبد_الناصر” مواقع التواصل الاجتماعي وسط نقاشات محتدمة حول إرث عبد الناصر ما بين التأييد والمعارضة.

تأتي تعليقات عمرو موسى في وقت تشهد فيه مصر والمنطقة مراجعات متجددة لتاريخ قادتها وتأثيرهم على تطورات الأحداث، مما أعاد للواجهة السؤال حول العلاقة بين القوة والحرية في قيادة الدول. من المتوقع أن تستمر هذه الموجة من التفاعل والتحليل في الأوساط الإعلامية والسياسية، خصوصًا مع اتساع دائرة النقاش حول أساليب الحكم وأهمية استخلاص الدروس من تجارب الماضي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *