تطوير جديد في التعليم الابتدائي: وزارة التربية تُحدث تغييرات شاملة في تدريس التكنولوجيا
أعلنت وزارة التربية التونسية في مذكرة رسمية صادرة عن الإدارة العامة للمرحلة الابتدائية عن إدخال إصلاحات عميقة في طرق تدريس مادة التربية التكنولوجية بالمدارس الابتدائية، ووجهت هذه المذكرة إلى المندوبين الجهويين وأعضاء سلك التفقد البيداغوجي ومديري المدارس. وترتكز هذه الإصلاحات على ضرورة تحديث مضمون التربية التكنولوجية بما يواكب التحولات العصرية ويمنح المعلمين الكفاءات اللازمة للتعامل مع التحديات التربوية الحديثة.
وجاء في المذكرة أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو تمكين المربين من تطبيق مناهج دراسة حديثة تُساعد التلميذ على التفكير المنهجي وعلى إيجاد حلول للمشكلات بشكل تطبيقي، بعيدًا عن الأنشطة التقليدية المعتادة مثل “الفول” و”المنسج” التي اقتصر تدريسها في السنوات السابقة على أعمال يدوية بسيطة داخل البيوت وتحولت أحيانًا إلى منافسة أسرية.
وأكدت الوزارة أن بورشات التربية التكنولوجية ستتركز داخل المؤسسات التربوية وتحت إشراف المعلمين، بدل تكليف التلاميذ بتنفيذها خارج الفضاء المدرسي. وتسعى الوزارة من خلال خطوتها إلى استعادة الدور التربوي والتطبيقي للمادة وربط محتواها بالتغيرات العلمية والتقنية الجارية، مع التشديد على دعم المعلمين عبر حلقات تدريبية لتطوير مهاراتهم التربوية والتكنولوجية.
وأوضحت الإدارة العامة للمرحلة الابتدائية أن هذه الإجراءات ستشمل السنة الدراسية المقبلة 2024-2025 وستدعمها بآليات جديدة تضمن التطبيق العملي للمضامين المنقحة، بالإضافة إلى متابعة مستمرة من السلك البيداغوجي حرصًا على تطور الممارسات التعليمية وملاءمتها للأهداف الوطنية للتعليم.
بهذا القرار، تطوي وزارة التربية صفحة الأنشطة التقليدية في مجال التكنولوجيا المدرسية، وتدشن عهدًا جديدًا يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي وروح الابتكار لدى التلاميذ، بما ينسجم مع المتطلبات المعرفية لعصرنا الراهن، ويرتقي بجودة التعليم في المرحلة الابتدائية.