تعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين وشمال إفريقيا: مشاريع بنية تحتية وصناعية ضخمة في المغرب والجزائر

تشهد العلاقات الاقتصادية بين الصين وشمال إفريقيا دفعة قوية مع تزايد استثمارات الشركات الصينية في دول المنطقة، وعلى رأسها المغرب والجزائر. فخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت عدة شركات صينية عن تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى تشمل قطاعات النقل والصناعة الثقيلة، مما يعكس الطموح الصيني لزيادة نفوذها في السوق الإفريقية.

في المغرب، أبرمت شركات صينية مثل “CSCEC Steel Structure” عقوداً مهمة مع الحكومة المغربية لتنفيذ مشاريع متقدمة في قطاع البنية التحتية، ويأتي من بين أهمها توسعة شبكة القطارات فائقة السرعة بين القنيطرة ومراكش، والتي تبلغ سرعتها التصميمية 320 كيلومتراً في الساعة وتمتد على مسافة تناهز 430 كيلومتراً. وتقوم الشركة الصينية بتقديم هياكل فولاذية ضخمة للمشروع بكمية تصل إلى 12,600 طن، ما سيسهم في تعزيز مكانة المغرب كدولة ريادية في النقل السككي عالي السرعة بالقارة الإفريقية.

أما في الجزائر، فقد استقطبت شركة “JINGDONG STEEL” استثمارات ضخمة لمصنع ضخم للفولاذ، والذي يعد من بين الأكبر والأهم في البلاد. هذا المصنع من المرتقب أن يلبي جزءاً مهماً من احتياجات السوق المحلية ويعزز من قدرات الجزائر في المجال الصناعي عبر خلق فرص عمل جديدة ونقل الخبرات التقنية الحديثة.

وتأتي هذه الخطوات كجزء من الدينامية الجديدة التي يرعاها التعاون الصيني الإفريقي، حيث تُنظر الصين إلى بلدان شمال إفريقيا ليس فقط كسوق واعدة للمنتجات الصينية، بل أيضاً كشركاء في تطوير البنى التحتية والمجالات الصناعية ذات الطابع الاستراتيجي.

ويُتوقع أن تزداد وتيرة الشراكات بين الجانبين في السنوات المقبلة، خاصة مع سعي الحكومات المغاربية لتحديث بنياتها الأساسية وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لدفع عجلة التنمية وتحسين التنافسية الاقتصادية.

بفضل هذه المشاريع العملاقة، يخطو المغرب والجزائر خطوات نوعية لجذب التكنولوجيا الحديثة والاستثمار الأجنبي، ما يدعم الخطط التنموية ويمنح المنطقة مكانة متقدمة على خارطة الاستثمار الدولية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *