تعزيز العلاقات بين تونس وإيران: زيارة دبلوماسية تدشن مرحلة جديدة
شهدت تونس في الأسبوع الثاني من سبتمبر 2025 تطورًا بارزًا في علاقاتها مع إيران، تمثل في زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة التونسية يوم 10 سبتمبر. هذه الزيارة هي الأولى لعراقجي منذ توليه منصبه، وقد جاءت بدعوة رسمية من الجانب التونسي، في ظل سياق إقليمي ودولي يشهد توترات متزايدة، ما أعطاها أبعادًا استراتيجية لافتة.
وحسب مصادر مطلعة، فقد استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد الوزير الإيراني في قصر قرطاج، حيث جرى نقاش معمق حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وتمحور اللقاء حول تبادل وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة وسبل دعم الاستقرار فيها، إضافة إلى بحث إمكانيات تقوية العلاقات الثنائية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة.
وأثار توقيت زيارة عراقجي تساؤلات في الأوساط السياسية، خاصة وأنها جاءت عقب جولة إقليمية شملت القاهرة، وتزامنت مع تزايد التوترات في عدد من بؤر الصراع بالمنطقة. واعتبر مراقبون أن هذه الزيارة توحي بمسعى تونسي لتعزيز دور البلاد على الساحة الإقليمية، عبر تنويع شركائها والانفتاح على محاور دبلوماسية جديدة.
وفي خطوة تشير إلى نية الطرفين المضي قدمًا في تطوير علاقاتهما، أعلن وزير الخارجية الإيراني أثناء إقامته في تونس عن إلغاء التأشيرة للإيرانيين الراغبين في الدخول إلى تونس لمدة تصل إلى 15 يومًا، ما يسهل حركة الأفراد ويتيح فرصًا إضافية في مجالي السياحة والاستثمار.
ويرى محللون أن حرص القيادة التونسية على توطيد العلاقة مع إيران يدخل ضمن مقاربة متوازنة تنتهجها تونس تجاه القوى الإقليمية، مع إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وإعطاء الأولوية لمصالحها الوطنية. كما يُنتظر أن تعزز نتائج هذا التقارب إمكانات التعاون الثنائي وتدعم موقع تونس كطرف فاعل في معادلات المنطقة.
في الختام، يبرز اللقاء الأخير في قصر قرطاج كخطوة جديدة في خارطة العلاقات بين تونس وطهران، ويؤشر إلى مرحلة مقبلة قد تشهد المزيد من التنسيق والتشاور في مواجهة التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية والدولية.