تغيرات جوية مرتقبة: رياح قطبية وطقس بارد يصل تونس قريبًا

تشير التوقعات المناخية الحديثة إلى أن أوروبا ستتأثر بسلسلة من موجات البرد خلال الأيام المقبلة، ناجمة عن تدفق كتل هوائية قطبية قادمة من شمال القارة. وطبقًا للبيانات التي أصدرتها مراكز الأرصاد الجوية، فإن هذه الكتل الباردة ستبدأ بالتوغل تدريجيًا إلى جنوب أوروبا مع مطلع الأسبوع، لتصل آثارها بشكل ملحوظ إلى شمال إفريقيا خلال الأيام اللاحقة، لاسيما في النصف الثاني من الأسبوع الجاري.

من المتوقع أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض الملحوظ تدريجيًا مع انتشار هذه الكتل الهوائية الباردة باتجاه مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة تونس. وتُظهر النماذج المناخية المتوفرة حالياً أن هذه الظاهرة الجوية ستتسبب في تراجع ملحوظ لدرجات الحرارة عن معدلاتها الاعتيادية في هذا الوقت من السنة.

ويشير خبراء الأرصاد إلى أن هذه التغيرات تعود إلى أنظمة الضغط الجوي التي تشهد نشاطًا فوق شمال أوروبا، ما يدفع الهواء القطبي للانزلاق جنوبًا عبر القارة، ويترافق التبريد غالبًا برياح نشطة وسماء غائمة وفرص لهطول الأمطار في بعض المناطق. من المنتظر أن تكون التأثيرات أكثر وضوحا في إسبانيا وإيطاليا ودول البلقان، قبل أن تمتد تدريجياً إلى المغرب العربي.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجات الباردة لعدة أيام، ما يتطلب من المواطنين في تونس اتخاذ الاحتياطات اللازمة خاصة في المناطق الداخلية والمرتفعة حيث قد تشهد انخفاضات إضافية في درجات الحرارة أثناء الليل. وفي ظل هذه المستجدات ينصح خبراء الأرصاد الجوية بمتابعة التحديثات المستمرة حول حالة الطقس، تجنبًا لأي مفاجآت مناخية قد تؤثر على الأنشطة اليومية أو الصحة العامة.

وفي نفس السياق، تذكّر السلطات بضرورة الحرص على تدفئة المنازل وتوخي الحذر أثناء قيادة السيارات في الظروف المناخية المتغيرة، لاسيما مع احتمالية تشكل بعض الظواهر الجوية المرافقة مثل الضباب أو الأمطار المستمرة.

وفي الختام، تشير مختلف التوقعات إلى أن موسم البرد بدأ مبكرًا هذا العام، ويُنتظر أن يجلب معه تقلبات مناخية تتطلب المزيد من الحذر والمتابعة، خصوصًا للمزارعين والعاملين في القطاعات الحساسة لتغيرات الطقس.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *