تفاصيل مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل جون بولتون بشأن وثائق سرية
في تطور لافت أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، نفذ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) عملية تفتيش دقيقة في منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، وذلك صباح يوم الجمعة في ولاية ماريلاند، بحسب ما أفادته مصادر مطلعة لعدة وكالات أنباء.
وبحسب هذه المصادر، تأتي هذه المداهمة ضمن إطار تحقيق يجري حول كيفية تعامل بولتون مع وثائق رسمية مصنفة على أنها “سرية” بعد مغادرته منصبه في البيت الأبيض. وأشارت التقارير إلى أن المحققين يسعون لتحديد ما إذا كانت هناك أي مخالفات تتعلق بحيازة أو نقل أو إخفاء مستندات حكومية ذات طابع سري، وهو ما يخضع لمتابعة شديدة من الجهات الرقابية الأمريكية.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من بولتون أو فريقه القانوني، كما تجاهلت الجهات الرسمية، بما فيها البيت الأبيض، طلبات عدة للتعقيب على الحادثة. ويلاحظ أن هذا الإجراء يأتي ضمن موجة من التدقيقات والتحقيقات المتعلقة بتعامل مسؤولين سابقين مع ملفات ومعلومات رسمية عالية الحساسية، مع تأكيد السلطات مراراً أن مسألة الحفاظ على سرية المستندات الحكومية تمثل أولوية قصوى.
ويُذكر أن جون بولتون يعد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة السياسية الأمريكية، وسبق له أن شغل مناصب رفيعة في عدة إدارات، وكتب مذكرات مثيرة أعادت النقاش حول السياسة الخارجية الأمريكية. وتشير مصادر سياسية إلى أن التحقيق الحالي لا يرتبط بشكل مباشر بأي تصعيد سياسي، بل يأتي في سياق تطبيق القانون الفيدرالي دون استثناء لأي شخصية مهما كان موقعها.
وبينما يواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي تحرياته في القضية، تتزايد التكهنات حول تداعيات هذا الحدث على المشهد السياسي الأمريكي، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتصاعد الخطاب حول الشفافية والمساءلة وسط نخبة الحكم.
يبقى الملف مفتوحاً أمام تطورات جديدة قد تظهر قريباً مع استمرار التحقيقات وصدور أي بيانات رسمية من الجهات المعنية أو من بولتون نفسه. حتى ذلك الوقت، ستظل القضية قيد المتابعة الدقيقة من قبل وسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي والعالمي.