تفاعل واسع مع اقتراح زياد الهاني بشأن اتحاد فدرالي بين تونس وإيطاليا يثير جدلاً في الأوساط الإعلامية
أثار الصحفي التونسي المعروف زياد الهاني موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي وداخل الوسطين الإعلامي والسياسي، بعد أن نشر منشوراً يقترح فيه دراسة فكرة إقامة اتحاد فدرالي يجمع بين تونس وإيطاليا. وقد وجدت هذه المبادرة تفاعلاً لافتاً من قبل متابعي الهاني، ما بين مؤيدين يعتبرون الاقتراح بمثابة خرق للمألوف ومحاولة لاستكشاف آفاق مبتكرة للتعاون، ومعارضين رأوا فيها طرحاً غير واقعي وصادماً للذهنية الوطنية في البلدين.
وقد عززت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” من زخم الجدل الدائر حول هذه المبادرة، إذ نشرت تقريراً موسعاً يسلط الضوء على تفاصيل المقترح وردود الفعل التي تلته، وركزت فيه على الجانب الرمزي والاستفزازي لفكرة الاتحاد الفدرالي. وأكدت الوكالة أن المبادرة لقيت قبولاً وترحيباً لدى بعض المثقفين والمفكرين الباحثين عن فرص جديد للشراكة والتكامل بين شمال المتوسط وجنوبه، في حين اعتبرها البعض الآخر من المراقبين والسياسيين بمثابة رسالة رمزية تستهدف التحفيز على التفكير خارج الأطر التقليدية لعلاقات البلدين.
وتعتبر العلاقات بين تونس وإيطاليا أحد أهم الملفات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يجمع البلدين تعاون تاريخي وراهن في مجالات عديدة مثل الاقتصاد والسياحة والثقافة. غير أن هذا المقترح الفريد من نوعه، الذي تحدث عنه الهاني، مثّل خروجاً واضحاً عن الخطاب الدبلوماسي المعتاد وتناول نقاط تلتقي فيها الأحلام المشتركة بالتحديات الواقعية، فحظي باهتمام غير مسبوق في الأوساط المحلية والدولية.
ويرى متابعون أن تناول وكالة الأنباء الإيطالية لهذه المبادرة يعبّر عن حساسية المرحلة الراهنة في السياسات الإقليمية والهجرة والشراكات العابرة للحدود، وأن طرح أفكار مماثلة – حتى وإن بدت رمزية – قد يمهد لنقاشات مستقبلية حول أشكال جديدة من التعاون على ضفتي المتوسط، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تقلبات سياسية واقتصادية.
في الأخير وبرغم التباين الكبير في ردود الفعل بين مؤيد ورافض ومستغرب، فإنه لا يمكن إنكار أن مقترح زياد الهاني بخصوص جمهورية فدرالية تونسية-إيطالية قد فتح باباً غير مألوف لنقاشات عميقة حول مستقبل العلاقات الثنائية والرؤى الطموحة للشراكة بين الشعوب المتوسطية.