تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات في تونس بعد رصد استخباراتي دقيق
أعلنت السلطات التونسية في نهاية سبتمبر 2025 عن نجاح عملية أمنية كبرى أسفرت عن الإطاحة بشبكة دولية متورطة في تهريب المخدرات، وذلك عقب تحريات استخباراتية دقيقة وجهود مشتركة بين مختلف وحدات الأمن التابعة لوزارة الداخلية. هذه العملية النوعية تأتي في سياق تعزيز مكافحة الجريمة المنظمة وحماية البلاد من أخطار التهريب العابرة للحدود.
وبحسب بيان وزارة الداخلية وعدة مصادر موثوقة، تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبع تحركات المشتبه فيهم على مدى فترة طويلة من خلال مراقبة اتصالاتهم وتحركاتهم وعلاقاتهم داخل وخارج تونس. وأسفرت الجهود عن تفكيك الشبكة وإلقاء القبض على 10 من أعضائها، جميعهم يواجهون تهمًا تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات وتكوين وفاق إجرامي عابر للحدود.
خلال العملية، تم حجز ما يقارب 2942 صفيحة من مادة القنب الهندي، وكان من المخطط تهريبها إلى خارج البلاد في عملية تهدف إلى تمويل أنشطة غير قانونية إضافية. وأشار المسؤولون إلى أن العملية تميزت بالتنسيق الدقيق بين الفرق الأمنية والاعتماد على العمل الاستخباراتي، ما سمح بكشف أساليب عمل الشبكة وتوقيف أفرادها قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم.
هذه الواقعة تعكس اليقظة العالية للأجهزة التونسية في مواجهة التهديدات المرتبطة بالشبكات الإجرامية الدولية، وتؤكد التزام البلاد بمكافحة كافة أشكال التهريب والجريمة المنظمة حماية للأمن العام. وأوضح مصدر أمني رفيع أنّ هذه النجاحات لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة توجيهات صارمة من قيادة الدولة وتكامل بين العمل الميداني والتحليل الاستخباري.
وقد لاقت العملية إشادة واسعة من المتابعين للشأن الأمني في تونس وخارجها، معتبرين أن الخطوة تشكل رسالة ردع قوية للمنظمات الإجرامية في المنطقة والتي تستهدف استغلال البلاد كمحطة عبور أو سوق للمواد المخدرة. ومازالت التحريات متواصلة للكشف عن كافة الأطراف المتورطة وتفكيك أي امتدادات محتملة لهذه الشبكة داخليًا أو إقليميًا.
وبذلك، تبرهن تونس مرة أخرى على جاهزيتها وكفاءتها في مواجهة التحديات الأمنية، لتظل يقظة أمام كل محاولات استهداف استقرارها المجتمعي والاقتصادي.