تقارير عسكرية تبرز تحصين الأجواء الجزائرية وسط تلميحات لغارات إسرائيلية سابقة في تونس
سلطت تقارير عسكرية حديثة الضوء على موقع الجزائر كواحدة من الدول العربية القليلة التي تمكنت من تعزيز دفاعاتها الجوية بشكل يمنع أي اختراقات محتملة، سواء من قبل إسرائيل أو من قوى غربية. واعتبرت هذه التحليلات، الصادرة عن مصادر إعلامية توصف بأنها مقربة من الرؤية الروسية للشؤون العسكرية، أن الجزائر تحتفظ بميزة استراتيجية تتمثل في حماية أجوائها من أي هجمات جوية مفاجئة.
وتأتي هذه التقديرات في سياق تلميحات إلى أحداث سابقة شهدتها المنطقة، حيث تعرضت تونس لهجمات عسكرية من طرف إسرائيل في أوقات سابقة، وفق ما وثقته عديد المصادر الإعلامية وشهادات تاريخية. وتندرج تلك العمليات ضمن محاولات إسرائيلية لاستهداف مواقع ووسائل لوجستية مرتبطة بدعم القضية الفلسطينية، مثل الهجوم المعروف على السفينة “قرطاج” وكذلك التدخلات ضد أسطول الحرية.
وبحسب ما ذكرته تقارير منشورة على مواقع متخصصة بالشؤون الدفاعية ذات ارتباط بالمواقف الروسية، فإن تعزيز الجزائر لقدراتها الجوية والصاروخية يؤشر على تغير كبير في موازين القوى الإقليمية. فقد سارعت الجزائر منذ سنوات إلى تحديث منظومتها الدفاعية عبر استيراد تقنيات متقدمة، بما في ذلك رادارات متطورة وصواريخ أرض-جو من فئات مختلفة، معظمها روسي الصنع، بالإضافة إلى تطوير صناعتها العسكرية المحلية.
كما تداولت بعض المصادر الإقليمية معلومات بشأن اتخاذ الجزائر إجراءات احترازية إضافية عقب العمليات الإسرائيلية ضد أهداف تونسية، والتي شملت تحريك غواصات عسكرية متطورة نحو المياه الإقليمية التونسية، في رسالة قوية للتحذير من أي محاولات لاختراق المجال الجوي أو البحري للمنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات تعكس وعياً متزايداً لدى دول المنطقة بأهمية تقوية التحصينات الدفاعية، لا سيما في ظل استمرار التوترات في حوض المتوسط وتصاعد الحروب بالوكالة في محيط العالم العربي. ويُتوقع، بحسب نفس المصادر، أن تواصل الجزائر والمغرب وتونس تحديث قدراتها العسكرية الجوية بشكل يجعل من سيناريو الهجمات الجوية الإسرائيلية أو الغربية أقرب للاستحالة، أو في أقل تقدير، معرضاً للفشل السريع بفعل الجاهزية الدفاعية الكبيرة.
وفي ضوء هذه التطورات، يتزايد الاهتمام الدولي بقدرة الدول الإقليمية على حماية نفسها وسط تنافس القوى العظمى وتقاطعات المصالح على الساحة المتوسطية والشرق أوسطية.