تقدّم بطيء نحو انطلاق مفاوضات مباشرة بين السعودية وإسرائيل بوساطة أمريكية

أشارت تقارير إعلامية إلى أن المملكة العربية السعودية ودولة إسرائيل اتخذتا خطوات أولية نحو بدء مفاوضات مباشرة تهدف إلى استكشاف إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين، في ظل تراجع حدة التصعيد في المنطقة. وذكرت مصادر مطلعة أن هذه الحركة الدبلوماسية تجري بوساطة نشطة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى لنزع فتيل التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وقد بدأ الحديث عن هذا التطور بعد نشر الكاتب السعودي عبد العزيز الخميس مقالاً على منصة “إكس”، أشار فيه إلى أن نقاشات حثيثة وتبادلاً للرسائل بين الأطراف المختلفة قد حصل في الآونة الأخيرة، ما ينبئ بقرب انعقاد لقاءات رسمية بين ممثلين عن الجانبين السعودي والإسرائيلي.

وتأتي هذه الخطوات في ظل مساعي واشنطن للضغط من أجل اتفاق يفضي إلى علاقات طبيعية بين السعودية وإسرائيل على غرار اتفاقيات إبراهيم التي تم التوقيع عليها في السنوات الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية أخرى مثل الإمارات والبحرين. إلا أن المسألة الفلسطينية تظل إحدى العقبات الأساسية في طريق هذا التقارب، حيث تؤكد المملكة مراراً أن أي اتفاق نهائي يجب أن يتضمن خطوات ملموسة نحو تحقيق إقامة دولة فلسطينية.

وأكد عدد من المسؤولين الأمريكيين أن المفاوضات لم تتوقف كلياً خلال الفترة الماضية لكنها تسير بوتيرة بطيئة مراعاةً للتعقيدات المرتبطة بملفات إقليمية ودولية حساسة. وبحسب تقارير صحفية دولية، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتمسك بمطالبه، وفي مقدمتها تحقيق تقدم حقيقي على مسار الملف الفلسطيني، إلا أن هنالك إشارات بأن الديناميكية الراهنة أكثر تفاؤلاً من ذي قبل.

وبالرغم من تعاقب الإدارات الأمريكية والتغيرات على الساحة الداخلية الإسرائيلية، ظل حراك التطبيع متوقفاً على مدى تجاوب إسرائيل مع المطالب السعودية والدعم الأمريكي للمبادرة. أما على صعيد الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي، فلا يزال ملف التقارب مع إسرائيل محل نقاش وجدل ما بين مؤيد يراه خطوة نحو الاستقرار، ومعارض يعتبره تفريطاً بالقضية الفلسطينية.

أما الآفاق المقبلة، فتشير مراقبة التطورات إلى احتمالية حدوث تقدم فعلي خلال الأشهر القادمة إذا ما تم تخطي العقبات الأساسية، إما من خلال تقديم تنازلات من الطرفين، أو عبر ضمانات دولية تلقى قبولاً لدى جميع الأطراف المعنية. ولا تزال الصورة غير واضحة بشكل كامل، إلا أن الاستعداد للمفاوضات المباشرة بين السعودية وإسرائيل أصبح أقرب من أي وقت مضى.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *