توترات حادة تهدد بتصدع حركة أوفياء للوطن إثر اتهامات متبادلة بين القيادات
شهدت حركة “أوفياء للوطن” في الأيام الأخيرة أزمة داخلية غير مسبوقة واهتزازاً في صفوف قيادتها بعد فترة قصيرة من إطلاق قيادات الحزب رؤيتهم الاقتصادية والاجتماعية الجديدة للرأي العام. جاءت هذه الأزمة على خلفية توتر العلاقات وتبادل الاتهامات بين بعض أعضاء المكتب التنفيذي، ما أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الحركة وتماسكها التنظيمي.
وتصدرت هذه الأحداث بيان حاد أصدرته ريم المولهي، المديرة التنفيذية للحركة، حيث وجهت فيه انتقادات شديدة لأداء بعض القيادات، وعلى رأسهم الأمينة العامة للحزب، متهمة إياها بممارسة أساليب إدارة اعتبرتها تعسفية وغير شفافة، وأشارت إلى ما وصفته بوجود حالة من الانفلات وعدم الانضباط داخل هياكل الحركة وتغييب النقاش المؤسسي.
وقد انضم إلى هذه الموجة من الاعتراضات منسق الحزب الوطني ومدير الهياكل، حيث أبديا اعتراضاتهما حول طريقة التسيير، وطالبا بفتح ملفات شفافية إدارة الحزب ومراجعة آليات اتخاذ القرار، معتبرين أن ذلك ضروري لوقف ما وصفوه بالتراجع الداخلي واحتواء الصراعات قبل أن تتفاقم وتتسبب في انقسام فعلي.
من جهتها، أوضحت مصادر مقربة من الأمينة العامة للحركة أن هذه الاتهامات تندرج في إطار خلافات شخصية وصراعات داخلية، نافية وجود انتهاكات خطيرة للقوانين الداخلية ومشددة على ضرورة احترام معايير المؤسساتية والوحدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للحزب الذي كان قد أعلن مؤخراً عن انطلاقة جديدة تستهدف تقديم بدائل اقتصادية واجتماعية طموحة، ما يجعل التحديات الداخلية عائقاً أمام تنفيذ هذه الرؤية. وطالب بعض الأصوات من داخل الحركة بسرعة التدخل لاحتواء الأزمة والذهاب نحو حوار داخلي شفاف يعيد الثقة لأطر الحزب ويجنبه خطر الانقسام النهائي.
يذكر أن حركة أوفياء للوطن، التي تأسست عام 2017، سجلت حضوراً لافتاً على الساحة السياسية الوطنية، ويترقب المتابعون للشأن السياسي التونسي تطورات هذه الأزمة وكيفية تعامل القيادة مع التصدعات الداخلية لضمان بقاء الحزب متماسكاً وسط التحديات الكبرى التي يواجهها.