توقعات بارتفاع موجات الحر وتزايد حرارة البحار في تونس خلال السنوات القادمة
حذّر خبراء المناخ والبيئة في تونس من استمرار موجات الحر وارتفاع درجات حرارة البحار خلال السنوات المقبلة، في ظل التغيرات المناخية غير المسبوقة التي يشهدها العالم. وأكد المهندس البيئي والخبير المناخي حمدي حشاد أن الأعوام الثلاثة الأخيرة تمثل فترة قياسية من حيث ارتفاع درجات الحرارة، حيث صنّفها العلماء باعتبارها المرحلة الأشد حرارة منذ عصر تاريخي يعود إلى أكثر من 100 ألف سنة، استناداً إلى السجلات المناخية والدراسات العلمية الحديثة.
وأوضح حشاد أن سنة 2023 سجّلت أعلى مستويات درجات الحرارة في تونس منذ بدء عمليات الرصد المناخي، مشيراً إلى أن الأنماط الحالية تشير إلى تواصل موجات الحر وقساوتها خلال الأعوام المقبلة، نتيجة للاضطرابات المناخية العالمية. وأضاف أن تونس، على غرار بقية بلدان المتوسط، مرشحة لتسجيل مزيد من الفترات الحارة والممتدة، مع ما يرافق ذلك من مخاطر على الصحة البشرية والموارد الطبيعية والزراعة.
وتتوافق هذه التحذيرات مع تقارير أصدرتها جهات دولية، على غرار الأمم المتحدة، تؤكد أن المناطق الساحلية في تونس ستواجه بحاراً أكثر سخونة وارتفاعاً في منسوب المياه، ما يزيد من احتمالية حدوث تغيرات بيئية تؤثر على الثروة البحرية والبنية التحتية الساحلية. كما أكدت بيانات محطات الأرصاد في تونس تداعيات واضحة للتقلبات المناخية، حيث شهدت البلاد في الفترة الأخيرة موجات حر غير مسبوقة وأمطار غير منتظمة تسببت في اضطرابات في الزراعة وتراجع في بعض المحاصيل الأساسية.
وبيّن حشاد أن الحد من هذه المخاطر يتطلب تعزيز الجهود الوطنية والدولية في مجال التصدي للتغيرات المناخية، عبر تبني سياسات تهدف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتطوير مشاريع التكيف المناخي في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والمياه والطاقة. وشدد على أهمية رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التغير المناخي واستباق التأثيرات السلبية عبر خطط وقائية وتخطيط بيئي مستدام لضمان استمرارية الأمن الغذائي ومستقبل الأجيال القادمة في تونس.
يذكر أن التغيرات المناخية تشكل تحدياً متزايداً في المنطقة، وتفرض على صناع القرار تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمجابهة أخطارها وتخفيف آثارها على الإنسان والبيئة.
