تونسي يعود إلى بلاده بعد 15 عامًا من السجن بسويسرا ويتحول إلى وسيط اجتماعي

عاد إلى تونس مؤخرًا رجل تونسي يبلغ من العمر 58 عامًا، بعد أن أمضى خمسة عشر عامًا في السجون السويسرية بسبب إدانته في جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها زوجته في مدينة فريبورغ عام 2010. وقضى الرجل فترة العقوبة الكاملة تقريبًا، قبل أن يُفرج عنه بشروط صارمة في الثاني من يوليو 2025 وترحيله مباشرة إلى بلده الأصلي تونس.

القضية التي شغلت المجتمع السويسري في حينها أثارت الكثير من الجدل، حيث وصفت الجريمة بالوحشية، كما اعتبرت من الجرائم التي خلفت صدمة لدى الرأي العام هناك. بعد انتهاء فترة عقوبته، وجد الرجل نفسه أمام تحدي بناء حياة جديدة في تونس، بعيدًا عن ماضيه الثقيل والتجربة الصعبة التي مر بها في السجن الأوروبي.

المثير للاهتمام أن هذا الرجل، وبعد عودته إلى تونس، لم ينعزل عن المجتمع أو يحاول الاختباء من ماضيه، بل دخل مباشرة في عمل اجتماعي جديد كمختص أو وسيط لحل النزاعات الزوجية والعائلية. هذا التحول شكل حالة فريدة من نوعها، خاصة أن شخصًا سبق له ارتكاب جريمة عنف أسري اختار أن يسخر تجربته وخبرته السابقة في محاولة الإصلاح والمساعدة على حل المشاكل الزوجية في المجتمع التونسي.

وبحسب مصادر مقربة، فقد التحق الرجل بإحدى الجمعيات التي تعنى بدعم الأسرة وحل الخلافات الزوجية، حيث يخضع لإشراف مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع للمساهمة في إيجاد حلول سلمية بين الأزواج وتقديم النصيحة لطالبيها. ويحرص على الاستفادة من ماضيه وتجاربه في مجال العلاقات الزوجية، محذرًا من مخاطر الانزلاق إلى العنف وضرورة اللجوء للحوار والمصالحة كأحد الحلول المثلى.

يبقى هذا التحول محل جدل ونقاش بين من يرى فيه فرصة للتكفير عن الذنب وخدمة المجتمع، وبين من يتوجس من خلفية الرجل ويعتبر ممارسته لهذا الدور الاجتماعي أمرًا غير مألوف ويحتاج إلى رقابة دائمة. على أي حال، أصبحت قصة عودته وحياته الجديدة محور اهتمام في الأوساط الإعلامية والاجتماعية في تونس.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *