تونس تبرز كشريك رئيسي لروسيا في تصدير المنتجات الزراعية
شهدت العلاقات التجارية بين روسيا وتونس تطوراً ملحوظاً في قطاع المنتجات الزراعية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث أصبحت تونس من أبرز الشركاء الروس في شمال إفريقيا في هذا المجال. وأشارت تقارير صادرة عن المركز الفيدرالي الروسي لتنمية صادرات الأغذية الزراعية أن حجم الصادرات الروسية لتونس سجل ارتفاعاً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بمحاصيل الحبوب والزيوت النباتية.
وبحسب تصريحات مدير المركز سيرغي كراسنوف، فإن روسيا ركزت جهودها منذ عام 2020 على تعزيز التعاون مع شركاءها في شمال إفريقيا، وعلى رأسهم تونس، التي استوردت كميات متزايدة من القمح والزيوت والمنتجات الزراعية الأخرى. وشدد كراسنوف على أن هذه الزيادة ساهمت في تنويع مصادر الغذاء في تونس، وخفض الفجوة التجارية بين البلدين.
وأفادت بيانات حديثة بأن صادرات الحبوب الروسية إلى تونس بلغت أكثر من مليون طن مع نهاية موسم 2023-2024، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الكميات المسجلة قبل خمس سنوات. كما أوضح كراسنوف أن القيمة المالية لهذه الصادرات مرشحة للنمو في المستقبل القريب، مع توقعات بوصولها إلى 400 مليون دولار، خاصة مع تزايد الطلب التونسي على الحبوب الروسية بعد تقلبات الأسواق العالمية.
وتعكس هذه الإنجازات حرص الحكومتين على تطوير اتفاقيات ثنائية في مجال التجارة الغذائية والزراعية، حيث نُوقشت مؤخراً إمكانيات توسيع الشراكة لتشمل مجالات إضافية كزراعة البذور وتبادل الخبرات الفنية. وأكدت السلطات الروسية أن سوق تونس يقدم فرصاً واعدة للمصدرين الروس، ما يدفع الجانبين لبذل مزيد من الجهود لجعل التعاون الزراعي أكثر استدامة وفاعلية.
من جانبها، عبرت الجهات التونسية عن اهتمامها بتحقيق أمن غذائي أكبر من خلال تنويع شركائها التجاريين، وتؤمل أن يسهم تدفق المنتجات الروسية ذات الجودة العالية في دعم هذا التوجه الاقتصادي، خاصة في ظل التحديات المناخية والارتفاعات المتتالية في أسعار الغذاء العالمية.
وفي ظل هذه التطورات، يتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الارتقاء في مستوى التعاون الزراعي والتجاري بين البلدين، بما يعود بالنفع على الاقتصادين التونسي والروسي ويعزز الأمن الغذائي في المنطقة.