تونس تحتل مركزًا متقدمًا بين الدول العربية في معدلات التوتر اليومي حسب تقرير غالوب العالمي

كشف التقرير العالمي للمشاعر الصادر عن مؤسسة غالوب مؤخرًا عن ارتفاع ملحوظ في مستويات التوتر بين المواطنين التونسيين، حيث أفادت نتائج الاستطلاع بأن أكثر من نصف التونسيين (بنسبة 53%) أقروا بأنهم شعروا بالتوتر خلال معظم يومهم السابق لإجراء المسح.

وبحسب هذا التقرير، فإن تونس تعتبر من أكثر الدول العربية التي يعاني سكانها من الضغوط اليومية، لتحل بذلك في المرتبة الثالثة عربيًا بعد كل من لبنان وتركيا، حيث سجل البلدان أعلى نسب للتوتر (68% لكل منهما)، مما يعكس حجم التحديات النفسية والاجتماعية في المنطقة. ويأتي هذا التصنيف في وقت تمر فيه تونس بمرحلة اقتصادية وسياسية دقيقة، حيث تتفاقم الضغوط على المواطن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغياب الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

ويشير خبراء علم الاجتماع إلى أن هذه النتائج ليست مفاجئة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. فالتحديات المرتبطة بالبطالة وغلاء الأسعار وصعوبة توفير أساسيات الحياة اليومية، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية السياسية، جميعها عوامل عززت من شعور التونسي بالقلق والتوتر. كما تؤثر هذه الحالة النفسية بشكل مباشر على مستويات الأداء الفردي والجماعي، وتنعكس سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.

من جانبه، دعا مختصون في علم النفس والطب إلى ضرورة تطوير برامج للدعم النفسي والاجتماعي في المجتمع التونسي، مشددين على أهمية العمل المشترك بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني لمتابعة الأشخاص الأكثر عرضة للأزمات الانفعالية وتعزيز ثقافة الحوار والدعم النفسي.

ويُعد تقرير غالوب العالمي للمشاعر من أهم التقارير التي ترصد المؤشرات النفسية حول العالم، إذ يعتمد على مسوحات ميدانية واسعة لقياس مدى انتشار المشاعر السلبية والإيجابية بين المجتمعات، مما يوفر بيانات دقيقة لصانعي القرار لرسم السياسات العامة المعنية بتحسين جودة الحياة. وفي ظل هذه المؤشرات المقلقة، يبقى الأمل قائمًا في أن تتجه السياسات المقبلة نحو حلول فعّالة من شأنها تخفيف حدة الضغوط اليومية ورفع منسوب الطمأنينة والرفاه النفسي لدى التونسيين.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *