تونس تحقق طفرة تاريخية في إنتاج زيت الزيتون خلال موسم 2025-2026
شهد قطاع زيت الزيتون في تونس هذا العام انتعاشة غير مسبوقة، حيث توقعت الجهات الرسمية أن يبلغ حجم الإنتاج لموسم 2025-2026 نحو 500 ألف طن، ما يمثل زيادة بنحو 50% مقارنة بالسنة الماضية، ويسجل بذلك رقماً لم يتحقق منذ سنوات طويلة.
وأفادت نجاة السعيدي، رئيسة غرفة منتجي الزياتين، بأن هذا الإنجاز يعود بشكل أساسي إلى تحسن الظروف المناخية، وتوفر كميات أمطار جيدة خلال الموسم الزراعي، إضافة إلى الجهود المبذولة من قبل المنتجين لتطوير أساليب الزراعة وجني الثمار في الوقت المناسب. كما ساهمت الإستراتيجية الوطنية لتشجيع قطاع الزياتين والتحفيزات الحكومية دوراً كبيراً في هذا التطور.
وفي هذا السياق، أوضح فوزي الزياني، الخبير في السياسات الفلاحية، أنّ الطفرة الحالية لموسم زيت الزيتون في تونس ستعزز بشكل ملحوظ من مكانة البلاد ضمن قائمة أكبر منتجي ومصدري زيت الزيتون عالمياً. وأشار إلى أن الموسم الجديد يُعد من أضخم المواسم التي عرفتها تونس طوال تاريخها، ما سينعكس إيجاباً على الصادرات الوطنية والاقتصاد الفلاحي إجمالاً.
ومن جانب آخر، زادت كميات زيت الزيتون المصدرة من تونس منذ مطلع الموسم ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يدعم موارد العملة الصعبة ويفتح فرصاً أوسع للمنتجين التونسيين للدخول إلى أسواق جديدة.
ويؤكد المختصون في القطاع أن هذا الإنجاز التاريخي يتطلب دعما متواصلا للفلاحين والمنتجين لمواجهة التحديات المرتبطة بتذبذب المناخ وتغير الأسعار العالمية، إلى جانب ضرورة تطوير منظومات الجني والتخزين ومواصلة تحسين جودة الزيت التونسي الذي يتمتع بسمعة ممتازة على المستوى الدولي.
حري بالذكر أن تونس تعتبر من أهم الدول المنتجة والمصدرة لزيت الزيتون في العالم، ويشكل هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، مصدر عيشٍ لمئات الآلاف من العائلات التونسية.