تونس تستضيف تحضيرات كبرى لمناورات الأسد الأفريقي 2026 بمشاركة دولية واسعة

انطلقت في تونس مؤخراً اجتماعات تحضيرية كبرى تمهيداً لاستضافة النسخة القادمة من مناورات “الأسد الأفريقي 2026″، والتي تعد من أكبر التمارين العسكرية المشتركة التي تشرف عليها القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) سنوياً. وحضر الاجتماعات، التي امتدت من 14 إلى 19 سبتمبر 2025، ممثلون عن قوة المهام الأميركية في أوروبا وأفريقيا، وقادة من القوات المسلحة التونسية، بالإضافة إلى وفود من الجيش الإيطالي وعدة شركاء دوليين آخرين.

وتأتي هذه الاجتماعات ضمن جهود منظمة ومنسقة تهدف للارتقاء بجاهزية التعاون العسكري متعدد الجنسيات ومتابعة التطورات التكنولوجية في ميدان الدفاع، حيث يُتوقع أن تنعقد مناورات “الأسد الأفريقي 2026” فعلياً خلال شهر أفريل المقبل في أكثر من موقع أفريقي، مع مشاركة موسعة من جيوش أفريقية وغربية.

وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون الأمني وإرساء بيئة عملياتية مشتركة قادرة على التصدي للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، خاصة في ظل التغييرات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وسيعمل التمرين المقبل على رفع مستوى التنسيق واعتماد أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك استخدام أجهزة استشعار متطورة، ما يتيح للقوات المشاركة اختبار قدراتها والارتقاء بمهاراتها.

وتُعتبر مشاركة تونس في احتضان هذه التحضيرات والمناورات مؤشراً على أهميتها الاستراتيجية ضمن الشراكات الدولية، سواء مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين. كما تساهم مثل هذه التمارين في صقل مهارات القوات المسلحة التونسية وتعزيز استعدادها لمواجهة أي تهديدات محتملة وفي دعم الاستقرار بالمنطقة.

من الجدير بالذكر أن “الأسد الأفريقي” يعد أضخم تمرين عسكري سنوي في القارة، ما يمنح تونس دوراً محورياً في عمليات التخطيط والاستعداد للعمليات العسكرية المشتركة المقبلة؛ ويأتي تنظيمه في تونس استكمالاً لمسار نجاحات سابقة في مجالات التعاون الدفاعي، إذ تهدف هذه الشراكة متعددة الجنسيات إلى بناء قوة ردع جماعية وتعميق روابط الثقة بين الدول المشاركة في التمرين.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *