تونس تستعد لتعيينات دبلوماسية جديدة تشمل عددًا كبيرًا من السفارات
تشهد الساحة الدبلوماسية التونسية حراكًا استثنائيًا في الأشهر المقبلة، حيث تستعد وزارة الشؤون الخارجية لإطلاق جملة من التعيينات في عديد السفارات والقنصليات حول العالم، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور تونس وتمثيلها الخارجي مواكبة للتحولات الإقليمية والدولية.
وقد بدأ عددٌ من السفراء المنتهية ولايتهم مؤخراً في العواصم الأجنبية بإجراء زيارات توديع، تمهيدًا لإحداث التغييرات المنتظرة وإرساء ضوابط جديدة لاختيار الممثلين الدبلوماسيين، وفق ما تفرضه التقاليد الدبلوماسية والمصالح الوطنية.
هذه الحركة الدبلوماسية، التي توصف بأنها من أوسع التحويرات في تاريخ السلك الدبلوماسي التونسي، ستشمل وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، سفارات تونس في عواصم هامة من بينها موسكو وستوكهولم وأوسلو ومدريد وروما وبراغ وبودابست ولندن وجنيف وأبوظبي والرياض وبيروت وأنقرة ومونتريال وواغادوغو ونيروبي وغيرها من المدن الأوروبية والإفريقية، حيث باتت أكثر من 25 ممثلية تونسية بحاجة إلى تعيينات جديدة على مستوى السفراء أو القناصل.
ويأتي هذا الحراك في وقت تشهد فيه السياسة الخارجية للبلاد مراجعة لبعض الأولويات وتوجها أوسع نحو تطوير الأداء الدبلوماسي وتفعيل الدور القنصلي وتحسين خدمات الجاليات بالخارج. وتواجه تونس تحديات خارجية متزايدة مع التطورات الجيوساسية في المنطقة، ما يتطلب تكثيف الجهود والبحث عن تمثيل مؤثر في مواقع القرار الدولية وتوثيق العلاقات مع العواصم الكبرى والمنظمات الإقليمية والأممية.
ويُنتظر أن تعلن وزارة الخارجية خلال الأسابيع المقبلة عن قائمة السفراء الجدد وخطط التعيين التفصيلية في إطار رؤية جديدة لتحديث الدبلوماسية الوطنية وربطها بأولويات التنمية والوضع الإقليمي والدولي.
وبذلك، تدخل الدبلوماسية التونسية مرحلة متجددة، يراهن من خلالها صانع القرار على بناء صورة أكثر فاعلية للبلاد خارجيًا، وضمان تواصل أفضل مع مختلف الشركاء حول العالم.