تونس تستعد لموجات حرّ استثنائية وارتفاع ملحوظ في حرارة البحر خلال السنوات القادمة

يشهد العالم، وتونس بشكل خاص، تغيرات مناخية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، حيث يحذر الخبراء من استمرار موجات الحر وارتفاع درجات حرارة البحار بوتيرة متسارعة خلال الفترة القادمة. وأكد المهندس البيئي حمدي حشاد، المختص في الشأن المناخي، أن السنوات الأخيرة تمثل فترة فاصلة في تاريخ المناخ، مع تسجيل درجات حرارة غير معتادة، ويتوقع أن تمتد هذه الظواهر حتى عام 2025.

وأوضح حشاد أن البيانات المناخية الحديثة والسجلات التاريخية تشير إلى أن الأعوام الثلاثة الأخيرة تعد بالفعل الأعلى حرارة في تاريخ البشرية، وربما لم يشهد مثلها العالم منذ أكثر من مائة ألف عام. ويعزو العلماء هذه التحولات إلى تراكم الغازات الدفيئة والاضطرابات المناخية العالمية، مما أدى إلى تكرار وقوع موجات حر طويلة وشديدة في أنحاء مختلفة من العالم، من بينها تونس.

وفي هذا السياق، ذكر حشاد أن صيف 2023 كان استثنائياً، حيث تم تسجيل درجات حرارة قياسية لم تشهدها المنطقة من قبل. كما حذر من أن ارتفاع درجات حرارة البحر المتواصل سيؤثر بشكل كبير على المنظومة البيئية البحرية، وقد يؤدي إلى تغير أنماط الحياة البحرية وانقراض بعض الأنواع، إضافة إلى التأثيرات السلبية على نشاط الصيد والسلامة البحرية.

وأضاف الخبير أن المواطنين مدعوون إلى توخي الحذر وأخذ نصائح المختصين على محمل الجد، خاصة مع استمرار موجات الحر وتزايد مخاطر حوادث الغرق في ظل تدفق المصطافين إلى الشواطئ دون وعي كافٍ بالتغيرات الطارئة على البحر.

تتجه تونس، على غرار بقية مناطق المتوسط، إلى مواجهة تحديات بيئية ومناخية تفرض ضرورة تطوير سياسات التأقلم وتعزيز التوعية المجتمعية، مع تشجيع البحث العلمي لمواجهة انعكاسات الاحتباس الحراري وتحقيق الأمن البيئي للأجيال القادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *