تونس تشارك في مشروع إقليمي لتحويل مخلفات الزيتون إلى منتجات مبتكرة ومستدامة
بدأت تونس، بالتعاون مع عدد من دول حوض البحر المتوسط، تنفيذ مشروع رائد يحمل اسم OLIWA يهدف إلى الاستفادة من مخلفات الزيتون وتحويلها إلى منتجات عالية القيمة، وذلك ضمن جهود تعزيز الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية. تقود جامعة تورينو الإيطالية هذا المشروع الطموح، الذي يضم ست دول متوسطية ويسعى إلى تطوير حلول مبتكرة لإعادة تدوير النفايات الزراعية.
يركز مشروع OLIWA على الاستفادة من بقايا عملية عصر الزيتون، التي غالباً ما يتم التخلص منها بطرق تقليدية تؤثر سلباً على البيئة. ويسعى القائمون على المبادرة لتحويل هذه المخلفات إلى منتجات متنوعة تشمل مواد تغليف صديقة للبيئة، أعلافاً حيوانية، مضافات غذائية تستخدم في الصناعات الغذائية، إضافة إلى إنتاج البيوجاز كمصدر للطاقة المتجددة.
تتطلع المبادرة إلى تحقيق مبدأ “صفر نفايات” وتخفيض الفاقد الغذائي بنسبة تتجاوز 25% في الدول المشاركة، مستفيدةً من الخبرات العلمية والشراكات مع مؤسسات بحثية متقدمة. كما يُنتظر أن تساهم المبادرة في تعزيز مرونة القطاع الزراعي ودعم الاقتصاد الريفي، من خلال خلق سلاسل قيمة مستدامة وتوفير فرص عمل جديدة.
ويمثل قطاع زيت الزيتون ركيزة مهمة في الاقتصاد التونسي، حيث تحتل تونس موقعاً متقدماً عالمياً ضمن أكبر الدول المنتجة والمصدرة للزيت. لذلك، تعتبر الاستفادة من مخلفات هذا القطاع الحيوي خطوة ضرورية لتعزيز الاستدامة وخفض التأثيرات البيئية. كما تهدف المبادرة إلى تعميم التقنيات المبتكرة في مجال معالجة النفايات الزراعية لتشمل باقي القطاعات، مما يسهم في التحول نحو اقتصاد أخضر أكثر صداقة للبيئة.
يُشار إلى أن المشروع يحظى بدعم وتمويل أوروبي، ضمن خطة أوسع لتعزيز الشراكات العلمية والتقنية بين ضفتي المتوسط، ويركز على نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة لضمان أفضل النتائج في مجال إعادة التدوير وتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية طويلة الأمد.