تونس تشهد عودة الاعتزاز بالشعر الطبيعي: النساء يتحدين معايير الجمال التقليدية
في خطوة تمثل تغيراً لافتاً في المجتمع التونسي، بدأت نساء تونسيات كثيرات بإظهار الفخر والاعتزاز بشعرهن المجعد، متخلّيات بذلك عن الضغوط الاجتماعية القديمة التي لطالما فرضت عليهن تمليس الشعر للحصول على مظهر “مثالي” وفق معايير الجمال النمطية.
هذه الظاهرة الجديدة لم تمر دون أن تثير انتباه الصحافة المحلية والدولية، حيث تناولت تقارير صحافية، أبرزها من وسائل إعلام أوروبية، تحول نظرة التونسيات لأنفسهن وثقافتهن الجمالية. لم تعد الشابات التونسيات يخشين إبراز تموجات شعرهن، بل أصبحن يعتبرن الشعر الطبيعي علامة على الأصالة والحرية والثقة بالنفس.
تؤكد عديد القصص الفردية التي تناقلتها وسائل الإعلام، أن هذا التحول ليس بالهين. فقد واجهت كثير من الفتيات تمييزاً أو تعليقات لاذعة في المدرسة أو مكان العمل، كون الشعر المجعد ظل لفترة طويلة مرتبطاً بصورة سلبية في أذهان البعض، وكأن الأنوثة تقتصر على الشعر الأملس فقط. لكن بتزايد حملات التوعية وتغيير مفاهيم الجمال، أصبح الشعر الطبيعي رمزاً للتمرد الإيجابي والتصالح مع الذات.
صفحات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في دعم النساء اللاتي قررن التخلص من أدوات فرد الشعر والمواد الكيميائية الضارة، وتبادل النصائح حول العناية بالشعر المجعد وأفضل الطرق للحفاظ على صحته ومظهره الجذاب. ولم يقتصر الأمر على المبادرات الفردية فقط، بل ظهرت في تونس صالونات متخصصة في تصفيف الشعر المجعد وتشجيع النساء على الاعتزاز بهذا التفرد.
يرى مختصون في علم النفس والمجتمع أن العودة إلى تقدير الجمال الطبيعي تساهم في تعزيز ثقة النساء بأنفسهن، وتحد من التوترات المرتبطة بالسعي الدائم لمجاراة معايير الجمال المستوردة من الخارج.
ووفقاً لبعض التقارير الصحفية ونتائج دراسات ميدانية، فإن هذه “الثورة الجمالية” تدفع المجتمع التونسي للتساؤل حول الإرث الثقافي وأنماط التفكير التي سادت عقودًا طويلة، وتمنح الأجيال الجديدة حرية الاختيار والتعبير عن الذات دون قيود. وتبقى قصص النجاح والإلهام في هذا المسار دافعاً إضافياً لتعزيز هذا التحول الاجتماعي اللافت.