تونس تكثف التعاون الأمني والعسكري عبر تدريبات نوعية مع الجيش الأمريكي
عززت تونس مؤخراً جهودها في قطاع الأمن والدفاع من خلال تنظيم تدريب متقدم في مجال العمليات المدنية-العسكرية، ما يمهد الطريق لأن تصبح أحد أبرز المساهمين في حفظ الأمن الإقليمي في شمال إفريقيا. وجاء هذا التطور ثمرة تعاون وثيق بين القوات المسلحة التونسية وفريق الشؤون المدنية التابع للجيش الأمريكي لأفريقيا وجنوب أوروبا (SETAF-AF).
أقيمت الدورة التدريبية المتخصصة في مطار العوينة بتونس العاصمة بين 2 و13 جوان 2025، بمشاركة عدد من الضباط التونسيين الذين يمثلون وحدات ووظائف مختلفة في الجيش الوطني، أبرزها قوات النخبة والمتخصصون في مجالات الدعم اللوجيستي والتخطيط العملياتي. وقد صُممت هذه الدورة لتعزيز التنسيق المشترك بين الجهات المدنية والعسكرية خلال إدارة الأزمات والعمليات الكبرى، مع اعتماد أحدث المفاهيم الدولية في هذا المجال.
امتد التدريب ليشمل تمارين عملية تحاكي سيناريوهات استجابة لحالات طارئة، وتوزيع الأدوار بين مختلف الفاعلين لضمان التدخل السريع والمنظم، بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني. وحرص الخبراء الأمريكيون على نقل معارفهم وخبراتهم للمشاركين، مؤكدين على أهمية التعاون متعدد الأطراف في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تعرفها المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية تونسية شاملة تهدف لتعزيز جاهزية وحداتها الأمنية والعسكرية، وتطوير الشراكات مع الدول الحليفة في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي للكوارث الطبيعية والإنسانية. كما يؤكد هذا البرنامج التدريبي مكانة تونس المتنامية كمحور فاعل في استقرار المنطقة، خصوصاً مع استضافتها المنتظمة لمناورات وتمارين عسكرية دولية كبرى مثل “الأسد الإفريقي”.
من خلال تطوير قدراتها البشرية وتعزيز انفتاحها على أفضل التجارب الدولية، تواصل تونس ترسيخ دورها كركيزة أساسية في صون الأمن الإقليمي، ومضاعفة فرص التعاون مع شركاء من أوروبا والولايات المتحدة والمنظمات الدولية. ومن المتوقع أن يكون لهذا الاستثمار العسكري والأمني انعكاسات إيجابية على استقرار البلاد والمنطقة ككل في السنوات المقبلة.