تونس تكثف تحركاتها لجذب المستهلك الصيني إلى زيت الزيتون المحلي رغم المنافسة الإسبانية

سعت تونس في الآونة الأخيرة إلى تعزيز حضورها في السوق الصينية المتنامية لزيت الزيتون، في خطوة تهدف إلى تنويع الأسواق وتوسيع دائرة صادراتها من هذا المنتوج الاستراتيجي. وقد شهدت مدينة ووهان بمقاطعة هوبي زيارة رسمية لوفد تونسي رفيع المستوى ضم مسؤولي وزارة التجارة وتنمية الصادرات وعلى رأسه المدير العام لمركز النهوض بالصادرات، مراد بن حسين.

وتندرج هذه الزيارة في إطار استراتيجية تونسية واضحة تهدف إلى تعزيز الصادرات من زيت الزيتون وفتح قنوات جديدة أمام هذا المنتج الوطني في الأسواق الآسيوية، وعلى رأسها السوق الصينية المعروفة بضخامتها وتنامي الطلب فيها على المنتجات الغذائية ذات الجودة العالية. وفي هذا السياق، ركزت المباحثات مع الطرف الصيني على تحسين الخدمات اللوجستية والمينائية، إضافة إلى البحث عن سبل تسهيل الإجراءات التجارية وتبسيط مسارات التصدير.

ولم يغب عن الحضور التونسي حجم المنافسة التي تشهدها السوق الصينية، حيث تحتكر إسبانيا النصيب الأوفر من واردات زيت الزيتون، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 97% من زيت الزيتون المستورد إلى الصين مصدره دول أوروبية، وخاصة الجارة الإسبانية التي بلغت صادراتها قرابة 48 ألف طن في موسم 2019/2020. أما في سنة 2024، فقد بلغت واردات الصين من زيت الزيتون حوالي 30 ألف طن بما قيمته أكثر من 208 ملايين دولار.

على الرغم من هذا الواقع التنافسي الحاد، تراهن تونس على جودة زيت الزيتون المحلي وتنوع أنواعه ونقائه والتي تلاقي عادة استحسان الأسواق العالمية. وتولي السلطات التونسية اهتمامًا متزايدًا بتطوير صادرات زيت الزيتون المعلب والمصنف بعلامات تجارية تونسية من أجل ضمان موقع تنافسي أفضل ومكانة أكثر وضوحًا بين المستهلكين الصينيين، خصوصًا مع ارتفاع قيمة صادرات الزيت التونسي المعلب في الأشهر الأخيرة.

ويرى مراقبون أن الاستمرار في تطوير الإنتاج وتحسين نوعية التعبئة والالتزام بالمعايير الدولية، إلى جانب الشراكات مع الفاعلين الصينيين، يمكن أن يعزز بشكل تدريجي حصة تونس من هذه السوق المهمة، ويحد من هيمنة كبار المصدرين التقليديين عليها.

بذلك، يبقى الرهان التونسي على السوق الصينية مفتوحًا على تحديات وفرص جديدة في ظل حرص تونس على تصدير زيت الزيتون كمنتوج يرمز إلى الجودة والتقاليد المتوسطية ويساهم في دعم اقتصاد البلاد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *