تونس تواجه أزمة غلاء اللحوم: استيراد اللحوم الرومانية كخيار مطروح
شهدت الأسواق التونسية في الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار اللحوم الحمراء، وتحديدًا لحوم الضأن، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد في بعض المناطق 60 دينارًا، ما أثار حالة من القلق بين المواطنين مع اقتراب عيد الأضحى. وقد أرجع المهنيون هذا الغلاء غير المسبوق إلى تراجع الإنتاج الوطني، بالإضافة إلى مشكلات في تنظيم السوق وتوزيع المنتوجات المحلية.
أوضحت الغرفة النقابية الوطنية للقصابين أنّ الظروف الراهنة دفعت السلطات والمهنيين للبحث عن حلول عاجلة لطمأنة التونسيين وتوفير اللحوم بأسعار معقولة. من بين الحلول المطروحة، جاء خيار الاستيراد من رومانيا في ظل استمرار العجز عن ضبط السوق داخليًا. وأكّدت ذات المصادر أن كميات هامة من لحوم الضأن المجمدة والمستوردة من رومانيا سيقع تسويقها خلال الأيام القادمة، بهدف مواجهة هذا الارتفاع والحد من المضاربة التي تشهدها الأسواق.
يذكر أن تونس سبق أن اعتمدت هذا الحل في مناسبات سابقة، مثل سنة 2012 عقب الثورة، حين تم استيراد كميات مماثلة من رومانيا لتحسين التوازن في السوق المحلية. وتفيد المعطيات الحالية أن أسعار اللحوم الموردة ستكون أقل من اللحوم المحلية، إذ من المنتظر أن يُطرح الكيلوغرام الواحد بسعر يقارب 39 دينارًا، في محاولة لتخفيف الضغط على المستهلك.
ويرى عدد من المختصين أن اللجوء إلى الاستيراد يُعد حلًا ظرفيًا لإنقاذ الموسم الحالي، لكنه ليس حلاً دائمًا لمشكلة تكرار الارتفاعات في السنوات الأخيرة. ويطالب هؤلاء بضرورة إصلاح المنظومة الفلاحية وتوفير الدعم الكافي للمربين، إضافة إلى تعزيز الرقابة والشفافية في مسالك التوزيع لضمان توازن الأسعار على المدى البعيد.
وإلى حين تفعيل الحلول الجذرية، يبقى خيار استيراد اللحوم الحمراء من رومانيا أهم البدائل السريعة التي لجأت إليها الحكومة للحد من معاناة المستهلك التونسي وتوفير احتياجات السوق المحلية خلال مواسم الذروة.