تونس تواجه تحديات متزايدة بسبب التغيرات المناخية: سنوات قياسية في درجات الحرارة وارتفاع منسوب البحار

أكد الخبير البيئي حمدي حشاد أن تونس تعيش مرحلة مناخية دقيقة تتسم بارتفاع ملحوظ وغير مسبوق في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة. وأوضح حشاد في تصريحات إعلامية أن الفترة بين 2023 و2025 تعتبر الأشد حرارة منذ بدء التسجيلات المناخية، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع لم يسبق له مثيل منذ عصور ما قبل التاريخ وفق تقديرات علمية حديثة وسجلات أرشيفية.

وأشار الخبير إلى أن سنة 2023 سجلت أعلى معدل حرارة في تاريخ البلاد، ما يُنذر باستمرار موجات حر طويلة تترافق مع تداعيات مباشرة على الصحة العامة، والفلاحة، والموارد المائية. ونبّه حشاد إلى أن الظواهر المناخية المتطرفة لم تعد تقتصر على فصل الصيف، بل أصبحت تؤثر بصورة واضحة على باقي أشهر السنة، مما دفع المواطنين والسلطات إلى التأقلم مع واقع جديد يتطلب احتياطات خاصة وإجراءات استباقية.

ومن أهم التحديات التي أشار إليها ارتفاع درجة حرارة مياه البحار، الأمر الذي يهدد النظم البيئية البحرية والساحلية في تونس، إضافة إلى تأثيره على المصائد السمكية وزيادة مخاطر الفيضانات البحرية. وفي السياق ذاته، شدد حشاد على أن حوالي 7% من الشريط الساحلي التونسي مهدد بالغرق نتيجة تزايد مستويات البحر، الأمر الذي قد يعرض مئات آلاف التونسيين لمخاطر النزوح القسري وفقدان مصدر رزقهم.

ووسط هذه التغيرات السريعة، دعا حشاد إلى ضرورة تحديث السياسات العامة لمواجهة التحديات المناخية، وتبني إجراءات عاجلة لحماية الفئات الأكثر هشاشة، ودعم أنماط ري حديثة تلائم الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة ونقص المياه. كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية بشأن مخاطر الحرارة المتطرفة وضرورة اتباع إجراءات السلامة خاصة بين الأطفال وكبار السن.

واختتم الخبير حديثه مؤكداً أن مناخ تونس يشهد تحولاً جذرياً يتطلب حزمة إجراءات بعيدة المدى للحد من الخسائر وضمان الأمن البيئي والاجتماعي للسكان، داعياً الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم أمام تحديات تغير المناخ والتي لم يعد بالإمكان تجاهلها.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *