تونس والاتحاد الأوروبي يستعدان لاجتماع شراكة استراتيجي في نهاية الشهر الحالي
تستعد تونس والاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع مجلس الشراكة بينهما في نهاية الشهر الجاري، في خطوة تعكس حرص الجانبين على تعزيز أواصر التعاون الاستراتيجي ودعم المشاريع ذات الاهتمام المشترك. ويمثل هذا الاجتماع المنتظر محطة مهمة في سجل العلاقات الثنائية، خصوصاً في ضوء التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة.
وقد أعلنت دوبرافكا شوتشا، المفوضة الأوروبية المكلفة بقضايا المتوسط والديمغرافيا، عبر تدوينة نشرتها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، عن شروع الفريقين في التحضيرات الفنية لهذا الموعد البارز، مؤكدة رغبة الاتحاد الأوروبي في المضي قُدُماً نحو شراكة أكثر عمقاً مع تونس.
وذكرت شوتشا أن الاجتماعات التحضيرية الجارية تهدف إلى تهيئة الأجواء لضمان تحقيق نتائج ملموسة وناجحة من هذا اللقاء، الذي يعوّل عليه الطرفان لدفع وتيرة التعاون في مجالات الاستثمار، التنمية الاقتصادية، والتبادل التجاري. وتلي هذه الجهود سنوات من الشراكات المتواصلة بين تونس والاتحاد الأوروبي، والتي جرى تعميقها في إطار اتفاقيات شراكة الجوار للفترة 2022–2025، وما أتاحته هذه الاتفاقيات من فرص تمويل ودعم لعدد من القطاعات المهمة في تونس.
وأوضحت مصادر مقربة من لجان الإعداد أن جدول الأعمال سيشمل بحث ملفات أساسية في مقدمتها الاستثمار ودعم الصادرات التونسية إلى الأسواق الأوروبية، إضافة إلى ملفات التعاون الثقافي والعلمي، والتنسيق المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية مثل الهجرة وتغير المناخ.
وقد شهدت تونس خلال الأيام الماضية اجتماعات تمهيدية للجنة الشراكة، شارك فيها ممثلون رفيعو المستوى من الطرفين، تمهيداً لاجتماع مجلس الشراكة المرتقب الذي سيعقد في بروكسل. ويأمل الجانبان من خلال هذا الحدث تعزيز انخراط تونس في منظومة الشراكة الأوروبية، ودعم رؤية التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتونس، حيث تستحوذ التكتل الأوروبي على نسبة كبرى من صادرات تونس، وتضطلع بدور فاعل في تمويل مشاريع البنية التحتية والبرامج الاجتماعية والتنموية بالبلاد.
وتأتي هذه اللقاءات لتؤكد على تواصل المسار التشاركي بين الطرفين، في إطار الاحترام المتبادل والسعي لبناء مستقبل مشترك أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب ضفتي المتوسط.